الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

قصة مثل : جراحات السنان لها إلتئام ***** ولا يَلْتَامُ ما جرح اللسان

[caption id="attachment_2677" align="alignleft" width="130"] قصة مثل[/caption]

زعموا أن شخصا خرج يطوف في الفلوات ، فأصابه الإعياء ، و انكسرت رجله ، و بينما هو كذلك إذ بدت له مغارة حسبها خالية فأراد أن يستريح بها الى حين ، و ما أن دخلها حتى وجد نفسه في مغارة أسد يُحيط به أشباله ، فخاف خوفا شديدا و أحس أنه هالك لا محالة .

و لكن الأسد حين رآه على تلك الحال ، رق له و جعل يعتني به و يأتيه بالطعام و الشراب و يعالج كِسرَهُ ، و يرفق به حتى طاب و ذهب الى أهله سالما . و حين أخذ يحدثهم ذات يوم بقصته في تلك المغارة ، اتفق أن كان الأسد وراء الباب فسمع حديثه و هو يقول لأهله : " ما رأيت في الأسد من عيب  إلا رائحة كريهة في فمه يدنو مني فيؤذيني غاية الإيذاء " .

فلما سمع الأسد كلامه غاظه ذلك. و بينما كان هذا الشخص يوما في موضع ، لقيه الأسد فقال له : أما كان عليك حق رعايتي و رفقتي و إحساني بك ؟

قال: نعم.

قال : إني أسألك أن تضربني بهذا الرمح ضربة منكرة بين عيني ، فلما أبى الرجل ، ألح عليه الأسد حتى ضربه و مكث زمانا الى أن شفيت تلك الضربة و ذهب أثرها نهائيا فرجع الى الرجل حتى لقيه فقال له : انظر ، هل ترى لضربتك التي ضربتني أثرا ؟

قال: لا.

قال حينئذ : جراحات السنان لها إلتئام ***** ولا يَلْتَامُ ما جرح اللسان

فصار ذلك المثل يُضرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق