
زعموا أن شخصا خرج يطوف في الفلوات ، فأصابه الإعياء ، و انكسرت رجله ، و بينما هو كذلك إذ بدت له مغارة حسبها خالية فأراد أن يستريح بها الى حين ، و ما أن دخلها حتى وجد نفسه في مغارة أسد يُحيط به أشباله ، فخاف خوفا شديدا و أحس أنه هالك لا محالة .
و لكن الأسد حين رآه على تلك الحال ، رق له و جعل يعتني به و يأتيه بالطعام و الشراب و يعالج كِسرَهُ ، و يرفق به حتى طاب و ذهب الى أهله سالما . و حين أخذ يحدثهم ذات يوم بقصته في تلك المغارة ، اتفق أن كان الأسد وراء الباب فسمع حديثه و هو يقول لأهله : " ما رأيت في الأسد من عيب إلا رائحة كريهة في فمه يدنو مني فيؤذيني غاية الإيذاء " .
فلما سمع الأسد كلامه غاظه ذلك. و بينما كان هذا الشخص يوما في موضع ، لقيه الأسد فقال له : أما كان عليك حق رعايتي و رفقتي و إحساني بك ؟
قال: نعم.
قال : إني أسألك أن تضربني بهذا الرمح ضربة منكرة بين عيني ، فلما أبى الرجل ، ألح عليه الأسد حتى ضربه و مكث زمانا الى أن شفيت تلك الضربة و ذهب أثرها نهائيا فرجع الى الرجل حتى لقيه فقال له : انظر ، هل ترى لضربتك التي ضربتني أثرا ؟
قال: لا.
قال حينئذ : جراحات السنان لها إلتئام ***** ولا يَلْتَامُ ما جرح اللسان
فصار ذلك المثل يُضرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق