
يذهب معظم المؤرخين الى أن العرب ثلاث طبقات : بائدة و عاربة و مستعربة، و الأصوب أن نجعلهم طبقتين فقط :بائدة و باقية .
أما العرب البائدة : و يطلق عليهم أيضا إسم العرب العاربة و العرب العرباء ، فهم الذين كان صُرحاء ذوي نسب خالص - نظريا على الأقل - كقبائل عاد و تمود وطسم و جديس و جاسم .
و أما العرب الباقية ، و يسمون أيضا العرب المتعربة او المستعربة ، فهم الذين ليسوا خُلصاً ( ليسوا ذوي نسب صاف) ، وهم بنو يَعرب بن قحطان و بنو معد بن عدنان .
انقراض العرب البائدة في الجاهلية الأولى :
في تاريخ العرب قبل الإسلام حقبتان : الحقبة القريبة من الإسلام ، و كانت نحو مائتي عام ، و هي التي سماها القرآن الكريم : "الجاهلية " - على الحصر - ثم الحقبة التي سبقت هذه الجاهلية و يحسن أن نسميها الجاهلية القديمة أو الجاهلية الأولى ، و هي تمتد من نحو عام 200 ق .ه / 400 م رجوعا الى فجر التاريخ .و جميع أخبار الجاهلية القديمة قد ضاعت إلا ما بقي من آثارها المادية على الأرض كالكعبة مثلا .
و يبدو أن العرب البائدة قد بادوا أو انقرضوا بعاملين رئيسيين : بالرمل الزاحف و بهياج البراكين ، أما الرمل الزاحف من الشواطئ الجنوبية الشرقية فقد قضى على المدن التي كانت في أواسط شبه الجزيرة وفي الأحقاف ( على أطراف الربع الخالي خاصة ) ، و أما هياج البراكين فتنتج منه ظواهر متعددة : قوة الإنفجار ( الصوت و الإهتزاز ) ، خسف الأرض بالزلازل ، الغازات المنتشرة من البراكين ، تساقط لرماد و الحجارة ، سيلان اللُوبة أو اللابة ( الحمم : المعادن السائلة من البراكين ) " lava " ،الريح العقيم ( الشديدة الحارة ).
العرب الباقية :
إن العرب الذين سميناهم بائدة لم يبيدوا ( لم ينقرضوا ) تماما ، بل تبقى منهم بقايا اختلطت بسكان الأراضي التي لم تُصبها الكوارث .
فالبدو الذين يعيشون اليوم في خيامهم في بوادي شبه الجزيرة وفي البادية . الشام هم أحفاد البدو الدين عاشوا في هذه البوادي نفسها منذ أقدم أزمنة التاريخ التي وصلت إلينا أخبارها ( ذلك لأن معظم العرب الذين بادوا بالكوارث الطبيعية كانوا حضرا - أهل مدن - ) .
المصدر : عمر فروخ ، " تاريخ صدر الإسلام " ، ص.ص 38 - 39
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق