إيلوهيم وجمع التعظيم
بسم الله الرحمن الرحيمن والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اهتدى بهديهم من العلماء والعاملين، أما بعد
يعتقد بعض النصارى ان لفظ "إيلوهيم" (الذي يعني حرفيا بالعبرية الآلهة، ف "ايل" = إله، و "ايم" للجمع) يدل على الثالوث في العهد القديم بدليل ألا وجود لجمع التعظيم في العبرية، فما تقول المراجع المسيحية المعتمدة في ذلك ؟ وما الذي يترتب على هذا الزعم الخاطئ ؟
)
سأكتفي بذكر المراجع الخارجية دون التطرق إلى الأدلة النقلية من الكتاب المقدس تنازلا عند طلب بعض المسيحيين الذين يدّعون انه لا يوجد مرجع واحد يقول بوجود جمع التعظيم في اللغة العربية )
جاء في قاموس سميث للكتاب المقدس :
The plural form of Elohim has given rise to much discussion. ))The fanciful idea that it referred to the trinity of persons in the Godhead hardly finds now a supporter among scholars. It is either what grammarians call the plural of majesty , or it denotes the . fullness of divine strength, the sum of the powers displayed by God((
( يمكن الرجوع للقاموس على الرابط التالي :http://www.christnotes.org/dictionary.php?dict=sbd&id=1719 )
(( قاموس سميث العالمي المشهور يصف الفكرة التي تقول ان جمع ايلوهيم يدل على الثالوث بالخيالية !! ))
الترجمة :
(( صيغة الجمع إيلوهيم قد أثارت جدلا كبيرا (بين الباحثين). الفكرة الخيالية التي تقول أنها تشير إلى الثالوث لا تكاد تجد لها الآن من يؤيدها من الدارسين، إنه من الأيسر أن نقول أنها جمع جلالة أو رمز إلى كمال قوة الألوهية أو أن الإله هو مجمع ومصدر كل القوى. ))
وهذا ما يؤكده الأب متى المسكين إذ يقول في كتاب "النبوة والأنبياء" ص 50 :
(( (و"إلوهيم" تأتي بالجمع في تكوينها، ولكن على مدى الكتاب تأتي بالمعنى المفرد لتدلّ على الله الحقيقي الفعّال، ليظهر الجمع أنه جمع المجد والجلال والعظمة ولا دخل له بتعدد الآلهة على وجه الإطلاق. ))
وكذلك جاء في دائرة المعارفة الكتابية :
(( يُعتبر الإسم العبري "إيلوهيم" - بوجه عام - بأنه جمع "الجلالة أو العظمة" وهو الإسم المألوف عن الله ))
( دائرة المعارف الكتابية، حرف أ، مادة آلهة )
ويعتبر بعض الدارسين أنه من المخلفات الثقافية و اللغوية الباقية من مرحلة سابقة للشعب اليهودي، وهي مرحلة تعدد الآلهة.
كما جاء في دائرة المعارف الكتابية :
(( وهناك من يظن أنها أثار لغوية باقية من مرحلة سابقة من مراحل الفكر هي مرحلة تعدد الآلهة،وفي العهد القديم تشير فقط إلى الفكرة العامة عن الألوهية. ))
( دائرة المعارف الكتابية، حرف أ، مادة "الله" - أسماء الله )
فنحن الآن أمام اختيارين :
- إما الإقرار أن صيغة الجمع لكلمة إيلوهيم تدل على العظمة والجلال والسمو، وبالتالي يسقط استدلال النصارى لثالوثهم المقدس.
- وإما الإقرار بأنه جمع تعدد الآلهة ويسقطون بالتالي في الوثنية والشرك.
ونحن من باب التنازل في الحوار سنفرض جدلا أن هذه الصيغة تشير إلى الأقانيم، فهل الجمع يعني "ثلاثة" ؟ لماذا لا يكون أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ... ؟
من خلال ما سبق عُلم أن صيغة الجمع لكلمة إيلوهيم لا تثبت وجود عقيدة الثالوث في العهد القديم سواء قيل أنها تدل على العظمة أو على تعدد الآلهة أو حتى أنها تشير إلى الأقانيم.
والحمد لله رب العالمين
مقدم شرف الدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق