الثلاثاء، 1 مايو 2012

حوار سريع بين مسلم ومسيحي حول مصطلح الولادة في العقيدة النصرانية

حوار سريع بين مسلم ومسيحي حول مصطلح الولادة في العقيدة النصرانية

 

المسلم : ألست تقول أن الابن مولود ؟ أليس المولود مسبوقا زمنا بالوالد ؟ وكيف تقول ان الابن مولود والله منزه عن الولادة ؟

 

المسيحي : نعم صحيح أنَّا نقول في قاون إيماننا الذي ارتضته كنيستنا عن الابن "إله حق من إله حق مولود غير مخلوق" وذلك لنثبت أزليته وأنه مولود منذ الازل، وذلك كولادة الشمس للنور او الشعاع، وهي ليست ولادة بالمعنى الحيواني، أفلا نقول "بنت شفة" عن الكلمة و "بنات أفكار" عن الراي ونحن مستيقنين ان البنوة هنا ليست كبنوة البشر والحيوانات ؟

 

المسلم : ألست تؤمن أن الابن هو صفة العقل ؟

 

المسيحي : نعم الابن هو عقل الله الناطق ونطق الله العاقل.

 

المسلم : أتجيز لغة من لغات بني آدم أن تُسَمَّى الصفة المنسوبة للذات ابنا او ولدا ؟ كأن اقول ان عقلي ابني او ان قلبي ولدي ؟

 

المسيحي : وما رايك في قولنا "بنت شفة" و "بنات افكار" ؟

 

المسلم : هل الابن صفة للذات (الآب) ام صفة لصفة أخرى ؟

 

المسيحي : الابن صفة للآب طبعا.

 

المسلم : هل الافكار ذات ام صفة ؟

 

المسيحي : الافكار صفات بكل تأكيد.

 

المسلم : فقولنا "بنات افكار" هي صفات حاصلة عن صفات كحصول الحركة عن اليد، وهو بخلاف نسبة البنوة إلى الذات الحية العاقلة القادرة على الولادة، فالصفة لا تلد بداهة ولذلك فهمنا من هذه القرينة ان معنى البنوة هنا مجازي، اما ان تنسب الابوة او البنوة لذات قائمة بنفسها حية عاقلة ناطقة كالآب فلا يجوز حينها إخراج لفظ البنوة عن ظاهره، لانك لو قلت "زيد وَلَدَ عمرو" او "عمرو مولود من زيد" لما جاز لك تفسير البنوة مجازيا لان ذكرها اقترن بالحي القادر على الولادة حقيقة. ثم إن الإنسان سمى الكلمة "ببنت الشفة" والرأي "بنات افكار" لان الكلمة حاصلة عن الشفة والراي عن الذهن في تصور الانسان، فالكلمة مسبوقة بالنطق والراي مسبوق بالتفكير، ولهذا فهما حادثان، وهذا يتنافى مع معتقدك في ازلية الابن، فانت حاولت ان تدفع شبهة الولادة الظاهرية فوقعت فيما هو اخطر على عقيدتك ألا وهو حدوث الولادة. وقولك ان النور مولود من الشمس قول خطا لان ذلك ما تجيزه لغة من اللغات بل نقول ان النور متولد من الشمس كما نقول ان الطاقة متولدة لا مولودة والتولد حصول الشيء عن الشيء فلزمك بذلك حدوث الابن وحصوله.

 

المسيحي : كلامك سليم، يا ليتك تمهلني بعض الوقت حتى ابحث في المسالة وافكر فيها جيدا.

 

المسلم : هدانا الله وإياك إلى ما يحبه ويرضاه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقدم شرف الدين

عرض الملاحظة بالكامل ·  · 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق