الثلاثاء، 1 مايو 2012

الإكراه الديني في الفكر النصراني

أمر يسوع بإلزام الناس وإرغامهم على الدخول في الدين في مثال الوليمة كما ورد في لوقا الإصحاح 14 :

 

23.فقال السيد للعبد اخرج الى الطرق والسياجات والزمهم بالدخول حتى يمتلئ بيتي.

 

فأمر بإلزامهم بالدخول إلى بيته...

 

ومن هذا النص استنبط إن لم يكن الأكبر فأحد أكابر قديسي المسيحية المعترف بهم والمشهود لهم من جميع الطوائف المسيحية ألا وهو القديس أوغسطينوس حكم إلزام الناس في الدخول إلى المسيحية وإكراه الهراطقة ومنه أيضا بنى عقيدة الحرب المقدسة الشهيرة... والكنيسة الكاثوليكية تؤمن أن اوغسطينوس كان مساقا بالروح القدس في ما يكتبه، فهل الروح القدس هو الذي أوحى له هذا التفسير ؟

 

ويقول جون كالفن (القطب الثاني عند البرتستنط) تعليقا على النص :

 

Cependant je ne trouve pas mauvais que saint Augustin ait souvent usé de ce temoignage contre les Donatistes, pour prouver qu'il est permis aux princes fidèles de contraindre les obstinez et rebelles, et faire des édits pour les ranger au service du vrai Dieu, et à l'unité de la foi. Car combien que, la foi soit volontaire, nous voyons néanmoins que ces moyens proutitent pour douter l'obstination de ceux qui n'obéiront jamais, s'il n'y avait contrainte.

 

 

ترجمة :

 

إلا أنني لا أجد سيئا أن القديس أوغسطينوس استعمل هذا الاستشهاد ضد الدنستيين ليثبت أنه من الجائز للأمراء الأوفياء أن يكرهوا المتمردين وإكراههم ليرجعوا إلى خدمة الإله الحقيقي، وإلى وحدة الإيمان. لأنه مهما كان الإيمان اختياريا إلا أننا نرى أن هاته الوسائل تصلح للذين لن يؤمنوا إلا عن طريق الإكراه

 

 

ويقول القديس توما الأكويني في خلاصته اللاهوتية - المجلد 5 - المبحث العاشر في الكفر بالإجمال - الفصل الثامن : في أنه هل ينبغي إكراه الكفر على الإيمان:

 

(( ...ولهذا السبب كثيراً ما يثير المسيحيون الحرب على الكفرة لا يكرهوهم على الإيمان بل ليكرهوهم على أن يصدوا عن الإيمان بالمسيح - ومن الكفرة من كانوا قد اعتنقوا الإيمان يوماً وهم يقرون به كالمبتدعة وأهل الردة وهؤلاء يجب إكراههم حتى بالعقوبات البدنية ايضا على ان ينجزوا ما وعدوا به ويلزموا ما اعتنقوه من قبل...وقد قال أغسطينس عن نفسه في رسالته إلى فنثنسيوس : كنت أرى أول الأمر أنه لا ينبغي إكراه أحد على الإيمان بالمسيح بل ينبغي الدعوة إليه بالكلام والذب عنه بالجدال غير انه قد ظهر بطلان رأيي هذا لا بكلام المعارضين بل ببرهان الامثلة الواقعية ... ))

 

ثم يقول :

 

(( اليهود اذا كانوا لم يعتنقوا الايمان قط فلا ينبغي اكراههم عليه اما اذا كانوا قد اعتنقوه فينبغي إكراههم بالقوة على لزومه كما قيل في نفس المحس المستشهد به...كما ان النذر اختياري الا ان الوفاء به اضطراري كذلك اعتناق الاديان اختياري الا ان التزامه بعد اعتناقه ضروري، ولهذا ينبغي إكراه المبتدعة على التزام الإيمان.

 

فقد قال اغسطينوس في رسالته إلى بونيفاسيوس : اين ما اعتادوا ان ينادوا به بقولهم : كل مخير في أن يؤمن او لا يؤمن من ذا الذي أكرهه المسيح : فلينظروا إكراه المسيح أولاً لبولس ثم تعليمه له.

 

يقول اغسطينوس في الرسالة المتقدمة : ليس احد منا يريد موت المبتدع غير ان بيت داود لم يستحق ان يستولي عليه السلام إلا بمصرع ابنه ابشالوم في الحرب التي أثارها على أبيه، وكذلك الكنيسة الكاثوليكية، فهي إذا كان هلاك البعض سببا لانضمام الباقين إليها، تشفي ألم قلبها الوالدي بنجاة شعوب كثيرة. ))

 

 

 

 

 

مقدم شرف الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق