
عرف أحد القضاة أنه كان يأخذ الرشوة من المتقاضين ، و حدث مرة أن تخاصم تاجران بخصوص ملكية دار ، و ادعى كل منهما أن الدار ملكه .
و ذهب أحد التاجرين الى القاضي و أعطاه مرآة كبيرة فخمة غالية الثمن ، فحكم القاضي لصالحه . و غضب التاجر الثاني و تضايق ، و لما كان يعلم أن القاضي يتعاطى الرشوة ، و قد عرف أن خصمه قد قدم للقاضي مرآة فخمة كبيرة ، ففكر هو الآخر أن يقدم للقاضي رشوة أكبر قيمة من رشوة خصمه ، و اشترى حصانا عربيا أصيلا ، لأنه كان يعلم محبة القاضي للخيول الأصيلة . و قدم التاجر الحصان للقاضي ، فتراجع القاضي عن حكمه الأول و حكم لصالح صاحب الحصان .
فذهب التاجر الذي قدم المرآة الى القاضي ، و سأله عن سبب تراجعه في حكمه ، فتحدث القاضي متحذلقا و تكلم كثيرا عن اختلاف الآراء الفقهية ، و ادعى أنه بحث و اجتهد و وجد أسبابا جعلته يغير حكمه الأول ، و استمر يتكلم في حذلقة ، فأسكته الرجل الذي أعطاه المرآة قائلا : " كفاني ما سمعت ، و دعك من الآراء الفقهية ، فكل ما أعرفه يا سيدي القاضي أن الحصان هشم المرآة " ، قالها باللهجة الدارجة : " بركة من تفقهيت ، العود هرس المراية و صافي " ، و انصرف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق