السبت، 18 أغسطس 2012

يهود الدونمة الطائفة التخريبية السرية التي لا ُيعرف عنها الكثير


الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد سول الله.
وبعد فإن من أهم واجبات المسلم في هذا العصر أن يعرف عدوه ليحذره وليتمكن من إحباط مخططاته ومؤامراته وإن من أخطر الأعداء على الإسلام والمسلمين أولئك الذين يلبسون ثياب الإسلام ويعيشون بين المسلمين وقد يمارسون العبادات الإسلامية بل قد يتسلمون قيادات رفيعة سياسية أو دينية ,حتى يتسنى لهم ضرب الاسلام من الداخل و يظهرونه كدين سيئ.

في هذا المقال بإذن الله نلقي  الضوء  على « يهود الدونمة » الذين كان لهم دور كبير في ضرب الإسلام في تركيا .

تعريف الدونمة

الدونمة هي طائفة من اليهود من أتباع سباتاي زيفي الذي ادعى أنه المسيح، لكنه أسلم بعد أن تم القبض عليه في عهد السلطان محمد الرابع، فتبعه قسم من اليهود الذين عرفو لاحقاً بالسبتيين أو الدونمة.

 

[caption id="attachment_2191" align="alignleft" width="144"] يهود الدونمة[/caption]

نشأة الدونمة

أصل فكرة الدونمة هي من شخص يدعى ساباتاي زيفي ولد في تركية من أبوين يهوديين هاجروا من إسبانية هروبًا من محاكم التفتيش التي انتشرت فيها آنذاك. كان (ساباتاي) شغوفا بمطالعة الكتب الدينية ويتردد على دروس الحاخامات وهو لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره، وكان يدلي آراءا تدعو إلى الإعجاب والتقدير من قومه.

فترة ظهور (ساباتاي) تزامنت مع أوقات حرجة تمر بها الدولة العثمانية، وأوربا تمر فترة محاكم التفتيش..واليهود مضطهدون في كل مكان.. وقد تيقظت في أذهان اليهود دعوى "المسيح المنتظر", حتى أنّ كهنة اليهود يعتقدون بظهور المخلّص سنة ١٦٤٨.
في هذه الأجواء قرر (ساباتاي) أن يدّعي النبوة!! فراح يصوم كل يوم ويغتسل استعدادًا لليوم الموعود! وبعض الروايات تقول أنه لم يباشر زوجتيه الأوليين وظل عزبا…

في سنة ١٦٤٨ أشاع (ساباتاي) بين أصحابه المقربين أنه قد نُبّئ! ..فصدّقوه واتبعوه ولم يجد رفضا! وعندما رأى تأييدا لدعوته من قبل يهود العالم أخذ يُصدّق بأنه المسيح الموعود فأخذ يضفي لنفسه ألقابا برسائله مثل: "ابن الله البكر"،"أبوكم إسرائيل"! مما أثار بعض الحاخامين عليه, وألغى الدعاء للخليفة العثماني الذي كان يُقرأ في المعبد اليهودي ووضع بدلاً منه الدعاء له كملك لليهود ومخلّص لهم.

وأخذ يُعدّل في دين اليهود ويبدل ويزيد حتى ثار عليه بعض الحاخامين، ولكنه استطاع أن ينتصر عليهم ويؤلّب عليهم، وأضحى يهود إزمير طوع أمره ورهن إشارته, وبدأت الوفود تأتيه من الخارج: من أدرنة ورودس وصوفيا وألمانية, وأخذَ يُنظم أموره وأمور أتباعه ومريديه.. فبدأ يستقبل زواره بمواعيد ومراسيم معينة, وكان على شغف خاص باستقبال زواره من النساء!.

قسّم (ساباتاي)العالم إلى ٣٨ منطقة وعيّن لكل منها حاكمًا كما غيّر بعض التقاليد اليهودية, أمّا السلطة العثمانية فلم تهتم بما يجري لسببين: ١- التسامح الديني الذي كانت تنتهجه وقتها. ٢-انشغالها بحرب جزيرة كريت

(كان السلطان آنذاك محمد الرابع).. ولما أصبح وضع (ساباتاي) خطير على الدولة سُجنَ، وكان ينكر كل التهم التي وُجهت إليه، ولكن الوقائع والمستندات كانت دامغة عليه, ثمّ وصلت وشاية للمسؤولين بأنه خَطّطَ لإنشاء إمبراطورية يهودية داخل الدولة العثمانية.. فأمروا بنقله لقصر أدرنة لحسم أمره.
كانَ عندَ السلطان محمد..ويتحاور مع رئيس الوزراء (مصطفى باشا) وشيخ الإسلام (يحيى أفندي منقري زادة) وإمام القصر (محمد أفندي وانلي) ثم قيل له بواسطة الترجمان: تدّعي أنك المسيح المنتظر!! فأرنا معجزتك. سنجردك من الثياب ونجعلك هدفا لسهام المهرة من رجالنا..إن لم تُغرز السهام بجسمك سيقبل السلطان ادعائك! فأنكر (ساباتاي) كل شيء وادّعى أنّ الواشين عليه هم الذين رسموا صورته، وأمر السلطان محمد بعرض الإسلام عليه!! فآثر بدهاء اليهودي وحرصه على الحياة أن يفتدي إمبراطوريته الوهمية بدخوله في الإسلام ظاهرًا ويتسمى باسم محمد عزيز أفندي وينجو من الموت المحتوم, وبهذا كان (ساباتاي) أول شخص في العالم من (الدونمة) ومؤسس مذهب هذه الطائفة. ثم أرسل إلى مريديه وأتباعه يقول لهم: "لقد جعلني الله مسلمًا، أنا أخوكم محمد البواب هكذا أمرني الله فامتثلت".

الأفكار والمعتقدات:
• يعتقدون أن سباتاي هو مسيح إسرائيل المخلص لليهود.
• يقولون إن الجسم القديم لسباتاي صعد إلى السماء فعاد بأمر الله في شكل ملاك يلبس الجلباب والعمامة ليكمل رسالته.
•تتخذ هذه الطائفة أسماء إسلامية وتؤدي تعاليم الإسلام الظاهر منها أمام الناس ، وتخفي في باطنها اعتقاداتها اليهودية المتمثلة في إيمانها بالله ربا وساباتاي زفي مسيحا لا مخلص له إلا هو والتزام كل ما أمر به .
• لا يصومون ولا يصلون ولا يغتسلون من الجنابة، وقد يظهرون بعض الشعائر الإسلامية في بعض المناسبات كالأعياد مثلاً إيهاماً وخداعاً، ومراعاة لعادات الأتراك ذرًّا للرماد في عيونهم ومحافظة على مظاهرهم كمسلمين.
• يحرمون مناكحة المسلمين، ولا يستطيع الفرد منهم التعرف على حياة الطائفة وأفكارها إلا بعد الزواج.
• لهم أعياد كثيرة تزيد على العشرين منها: الاحتفال بإطفاء الأنوار وارتكاب الفواحش، ويعتقدون أن مواليد تلك الليلة مباركون، ويكتسبون نوعاً من القدسية بين أفراد الدونمة.
• لهم زي خاص بهم فالنساء ينتعلن الأحذية الصفراء والرجال يضعون قبعات صوفية بيضاء مع لفها بعمامة خضراء.
• يحرمون المبادرة بالتحية لغيرهم.
• يهاجمون حجاب المرأة ويدعون إلى السفور والتحلل من القيم ويدعون إلى التعليم المختلط ليفسدوا على الأمة شبابها.
الجذور الفكرية والعقائدية:
• عقيدتهم يهودية صرفة وبالتالي فهم يتحلّون بالخصال الأساسية لليهود، كالخبث والمراوغة والدهاء والكذب والجبن والغدر، وتظاهرهم بالإسلام إنما هو وسيلة لضرب الإسلام من داخله.
•يتحالفون مع الماسونيين ومع الشيوعيين ومع الاشتراكيين ومع القوميين ومع اليهودية العالمية ، ويسخرون أجهزتهم الدعائية ـ وهي قوية ـ لخدمة أغراضهم المشتركة .
• يعملون ضمن مخططات الصهيونية العالمية.

• يمتلكون ويديرون أقوى أجهزة الإعلام ويعملون على توجيه الرأي العام على هواهم .
• يمتلكون ويديرون أكثر الجرائد التركية انتشاراً مثل جريدة حريت ومجلة حياة ومجلة التاريخ وجريدة مليت وجريدة جمهوريت وكلها تحمل اتجاهات يسارية ولها تأثير واضح على الرأي العام التركي.

الانتشار ومواقع النفوذ:

• غالبيتهم العظمى توجد الآن في تركيا.
ـ ما يزالون إلى الآن يملكون في تركيا وسائل السيطرة على الإعلام والاقتصاد، ولهم مناصب حساسة جدًّا في الحكومة.
ـ كانوا وراء تكوين جماعة الاتحاد والترقي  التي كانت جل أعضائها منهم، وكما ساهموا من موقعهم هذا في علمنة تركيا المسلمة، وسخروا كثيرًا من شباب المسلمين المخدوعين لخدمة أغراضهم التدميرية.

ويتضح مما سبق:

أن الدونمة طائفة من اليهود ادعت الإسلام ولا علاقة لهم به قدر ذرة، وكانوا يتحينون الفرص للانتقام من الإسلام وإفساد الحياة الاجتماعية الإسلامية والهجوم على شعائر الإسلام. ويكفي أنهم أداروا الجزء الأعظم من انقلاب تركيا الفتاة الذي أسقط السلطان عبد الحميد الثاني.

 

هناك تعليق واحد:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    باركـ الله فيكـ وجزاكـ الله خيرآ أخي الفاضلـ
    وجعل الله عملكـ في ميزان حسنـآتك

    ردحذف