الأربعاء، 11 يوليو 2012

المرأة المسيحية في التقليد النصراني

[caption id="attachment_1480" align="alignleft" width="201"] المرأة المسيحية في التقليد النصراني[/caption]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن اهتدى بهديهم من العلماء والعالمين، أما بعد

فقد تعالى صوت نباح بعض الحاقدين على الاسلام من النصارى في الآونة الاخيرة، وظنوا انهم بكذبهم وتدليسهم على الاسلام العظيم سيخفون عيوب عقيدتهم الزائفة وتعاليم كتابهم المخربة والقتّالة السفاكة والمنتهكة لحقوق الانسان والحيوان والشجر والحجر وكل ما يقع تحت السماء من موجودات، وكان ضمن كذبهم ودجلهم وتزويرهم للحقائق أنهم ادعوا ان المسيحية دينٌ كرَّم المراة واعزَّها بينما اهانها الاسلام وأذلَّها، ونسي هؤلاء ما عانته المراة المسيحية في تاريخ النصرانية المظلم والملطخ بالدماء، وان طبيعة المراة الانسانية كان يشكك فيها في كنائسهم المؤيدة من الروح القدس.

وفي مقالنا الصغير هذا سنورد بعض الأحكام بخصوص المرأة الثابتة في كتاب “الدسقولية” والتي يعترض عليها جمع من النصارى لجهلهم بكتبهم أو ربما لاخفاء القساوسة لها خوفا من كفر أتباعهم من قطيع المسيحيين بهم وبمواهبهم "المعطاة من الروح القدس" وان تنزع عنهم رتبتهم الكهنوتية التي تجعل منهم آلهة مع الله على الارض …

كتاب "الدسقولية" هو المصدر التشريعي الثاني بعد الكتاب المقدس عند النصارى الارثوذكس، وهي مجموعة من التعاليم تنسب لتلاميذ يسوع، فلنقرا معا ما تقوله الدسقولية :

والمرأة فلتخضع لزوجها لأن رأس المرأة هو زوجها، ورأس الرجل السائر في طريق البر هو المسيح، ورأس المسيح هو الله أبوه.( الدسقولية ص 25)

خافي أيتها المرأة زوجك، واستحي منه وارضيه وحده بعد الله، كمثل ما قلنا. (الدسقولية ص 25)

ولا تشتهي لبس المقانع والثياب الخفيفة التي لا تليق إلا بالزانيات ليتبعك الذين يصيدون من تكون هكذا. وإن كنت لا تفعلين هذه الأفعال القبيحة للخطية فإنك بتزينك وحده تدانين، لأنك بذلك تضطرين من يراك أن يتبعك ويشتهيك. (الدسقولية ص 26)

(إذا فالمراة التي تتزين تدان)

الآن لنرى الامر بارتداء الحجاب :

لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات. اهتمي بزوجك لترضيه وحده.

وإذا تشميت في الطريق فغطي رأسك بردائك فإنك أذا تغطيت بعفة تصانين عن نظرة الأشرار. (الدسقولية ص 27)

فهذا يرد على المدعين والزاعمين ان المراة تتحجب اثناء الصلاة فقط كما يزعم بعض النصارى، فالدسقولية تقول “اذا تمشيت في الطريق”، أي ان الحجاب فرض على المراة المسيحية حين تخرج من منزلها.

وتضيف الدسقولية لترد على النصارى (او النصرانيات) وتلجمهم :

يكون مشيك ووجهك ينظر إلى أسفل، وأنت مطرقة مغطاة من كل ناحية. (الدسقولية ص 27)

هل تسمعين ايتها النصرانية ؟ يجب ان تنظري الى اسفل وتكوني مطرقة مغطاة من كل ناحية…

وأخيرا وقت الحمام عند المراة المسيحية :

ولا تستحم كل يوم. وليكن حميمك أيتها المرأة

في وقت مقرر الذي هو

عاشر ساعة من النهار. (الدسقولية ص 27-28)

إذا المرأة المسيحية :

1 تخضع لزوجها (كما تخضع للرب وهذا وارد في الرسالة إلى أفسس الإصحاح 5).

2 تخاف زوجها وترضيه وحده بعد الله.

3 لا تتزين لغير زوجها.

4. تغطي رأسها إذا خرجت من منزلها.

5. تنظر إلى أسفل وهي مغطاة من كل ناحية

6. لا تستحم كل يوم وإذا أرادت أن تستحم فليكن ذلك في الساعة العاشرة من النهار

ولعل أحد النصارى الارثوذكس يفر من هذه الوصايا المهينة للمراة والتي تحط من قيمتها وكرامتها الى اسفل سافلين، فيقول ان ايمانه لا يؤخذ إلا من الكتاب المقدس لا من كتاب آخر، فحينئذ نقول له مهلا مهلا، ان كنت تنتمي للكنيسة الاثوذكسية فينبغي ان تتحمل مسؤوليتك، وتقر وتؤمن بما تؤمن به هذه الكنيسة، وإلا تصبح نسبتك إليها باطلة، ولتوضيح هذه المسألة نقول :

نقرأ في رسالة يوحنا الثانية الإصحاح الأول العدد 12 :

إِذْ كَانَ لِي كَثِيرٌ لأَكْتُبَ إِلَيْكُمْ، لَمْ أُرِدْ أَنْ يَكُونَ بِوَرَقٍ وَحِبْرٍ، لأَنِّي أَرْجُو أَنْ آتِيَ إِلَيْكُمْ وَأَتَكَلَّمَ فَماً لِفَمٍ، لِكَيْ يَكُونَ فَرَحُنَا كَامِلاً.

فنرى أن الكتاب المقدس أو ما كتبه التلاميذ والرسل في العهد الجديد ليس كاملا مكتملا، فها هو يوحنا اللاهوتي يخبرنا أنه لم يكتب كل ما أراد أن يعلمه ويقوله في رسالته، ويقول القس انطونيوس.فكري.في.شرح.هذا.النص:

(( هنا نرى أهمية التقليد الشفاهى، فالمسيح لقن تلاميذه الكثير عن ملكوت الله في خلال الأربعين يوماً المقدسة، ما بين القيامة والصعود، وهذه لم تدون في الأناجيل.

والكتاب المقدس نفسه جزء من التقليد الكنسى فالتقليد يشهد للكتاب المقدس، فالعهد الجديد تم تجميعه في القرن الثانى والثالث وإعتمدته المجامع بعد أن كان أسفاراً منتشرة في صورة متفرقة، وكان تجميعها يحتاج إلى فحص. وإعتمدت الكنيسة الأسفار القانونية ورفضت ما سواها. فالكنيسة هي التي سلمتنا الكتاب المقدس التي إستلمته هي نفسها.

وهكذا إستلمت الكنيسة طقوس الأسرار والقداس الإلهى عبر الأجيال عن الرسل، والرسل إستلموها من المسيح. هذا هو التقليد. ))

فالقس يؤكد أنما الكتاب المقدس ما هو إلا جزء من التقليد وأن التقليد هو الكل، فالتقليد يشمل الكتاب المقدس.

وهذا بعض ما ذكره القس مما ورد في التقليد ولم يرد في الكتاب المقدس :

1. قصة ينيس ويمبريس ومقاومتهما لموسى (2تى8:3). هذه ولم تأتى في العهد القديم بل إحتفظ بها التقليد.

2. نبوة أخنوخ (يه14) لم تأتى في العهد القديم، وكذلك قصة إخفاء جسد موسى.

3. ما قيل عن سفر ياشر (يش13:10 + 2صم1:18، 17) فأين هو سفر ياشر.

4. يؤكد صحة التقليد ما ورد في (2تس15:2 + 2تس6:3) على لسان بولس الرسول. ونلاحظ فى الآيتين أنه قد وردت كلمة تعليم وصحتها تقليد، فهى نفس الكلمة في (مت6:15) “قد أبطلتم وصية الله بسبب تقليدكم”.

ويقول القس تادرس يعقوب في شرح رسالة يوحنا الثانية العدد 12 :

(( يلاحظ أن هناك أمورًا لا تكتب على ورق نطق بها الرسل لأولادهم وتسلمتها الأجيال جيلاً بعد جيل. وهذا لم يحدث فقط بالنسبة ليوحنا الرسول، بل ومع بولس الرسول حيث ترك تيطس (تي 1: 5) لكي يرتب الأمور الناقصة (ما هي؟) ويقيم في الكنيسة قسوسًا (كيف يقيمهم؟ وما هي الصلوات التي يقدمونها؟!)… هذا ما تسلمناه بالتقليد السليم. ))

ويقول كذلك القس أونطونيوس فكري في تفسير إنجيل متى الإصحاح 15 :

(( الكتاب المقدس نفسه محفوظ لنا بالتقليد، فمن قال أن هذه الأسفار هى الأسفار القانونية، فهناك أسفار غير قانونية. من الذى حدد القانونى من غير القانونى سوى تقليد الأباء الذين حددوا الأسفار القانونية ورفضوا غير القانونية ؟ ))

فالكتاب المقدس ليس هو المصدر التشريعي والعقدي الوحيد لدى النصارى الارثوذكس، بل ما هو إلا جزء واحد من التقليد الكنسي العام والشامل كما قال القس أونطونيوس فكري.

ويمكن الرجوع إلى موقع دير القديس العظيم أنبا مقار للاطلاع على مصادر القانون الكنسي المعتمدة في الكنيسة القبطية الارثوذكسية :

أولاً: الكتاب المقدس

ثانياً: قوانين الرسل

ثالثاً: قوانين المجامع

رابعاً: قوانين وضعها بعض آباء الكنيسة الجامعة

خامساً: قوانين وضعها بابوات كنيسة الإسكندرية (بعد مجمع خلقيدونية)

سادساً: كتب الصلوات والطقوس الليتورجية

http://www.stmacariusmonastery.org/st_mark/sm060609.htm

فالدسقولية التي تنسب إلى التلاميذ الاثني عشر هي المصدر التشريعي او القانوني الثاني بعد الكتاب المقدس، وتأتي قبل أي قول من قول الآباء أو تفسير من تفسير العلماء.

فنقول لمن ينكرها ويرفض ما تحويه من تعاليم ووصايا من النصارى المنتسبين إلى الكنيسة القبطية الارثوذكسية :

هل تؤمن برسائل بطرس ويوحنا ويعقوب وبولس ثم ترفض الدسقولية التي كتبها هؤلاء ؟

أليس من المنطق أن ترفض هاته الرسائل إذا رفضت الكتاب الذي أجمع عليه مؤلفوها ؟ علما أن هؤلاء التلاميذ مساقون من الروح القدس في ما يكتبونه ويقولونه ويعلمونه في الإيمان المسيحي ؟

مقدم شرف الدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق