السبت، 2 يونيو 2012

888888888888888888

 


تقديم:


يتسم الوجود اليهودي بالمغرب بالقدم حيث تشير بعض الدراسات أن قدومهم بدأ منذ العهد الفينيقي ، و قد توالت بعد ذلك هجرات اليهود،إذ أن استقرارهم لم يكن مسألة عابرة بل إنهم أعدُّوا مواطناً و اختلطوا مع القبائل الأمازيغية في الجبال حتى تهود أفراد من بعض هذه القبائل.


و قد ارتأيت أن أختار خوض غمار البحث في موضوع " التواجد اليهودي بالمغرب القديم " و ذلك لإهتمامي الكبير بتاريخ اليهود بصفة عامة و تاريخ يهود المغرب بصفة خاصة ،و لنفض الغبار عن الموروث التاريخي المغربي القديم و كذلك لأهمية الموضوع في حد ذاته ،إذ يعتبر من الإشكاليات التاريخية التي يتم محاولة الإجابة عنها و ذلك بطرح مجموعة من الفرضيات ، و التي لم يتم بعد الخروج منها بنتائج نهائية ، ناهيك عن الغموض الذي يكتنف التواجد اليهودي في تاريخ المغرب القديم.


و من جملة التساؤلات التي تفرض نفسها : ما هي الأسباب التي دفعت اليهود الى التواجد بالمغرب القديم؟ هل يمكن القول إن اليهود في المغرب هم من أصول أجنبية وافدة أم من أصول محلية ؟و كيف كانت علاقة هذه الشريحة الإجتماعية مع باقي مكونات المجتمع المغربي في التاريخ القديم؟


إن القيام بهذا البحث لا يخلو من جملة من الصعوبات وعلى رأسها ندرة الوثائق ، و التي تكاد تكون شبه منعدمة مما جعل المؤرخين المعاصرين لا يتطرقون لهذا الموضوع بالشكل المطلوب.


 

 

 

مقدمة:


يقول الأستاذ محمد بيومي في كتابه " المغرب القديم ": "وليس هناك ريب في أن المغرب القديم ، إنما قد تأثر الى حد كبير بموقعه الجغرافي ،الذي يربطه بأوروبا فضلا عن افريقيا و بالصحراء الكبرى ، و ما وراءها من أراضين و أقوام ، الى جانب ما يربطه بشرق حوض البحر المتوسط ، الأمر الذي أدى الى اتصاله بكل هذه البقاع المختلفة – سكاناً و حضارة – و في نفس الوقت فلقد تأثر المغرب القديم كثيراً بالبيئة المحلية نفسها".


ويضيف أيضا "ولا ريب في أن هذه العوامل جميعاً إنما جعلت تاريخ المغرب القديم ، يجمع في آن واحد ، بين الصفة المحلية و الدولية ".


إن هذا القول يختصر بجلاء أهمية  و دور تاريخ المغرب القديم الذي يشمل كذلك تاريخ اليهود بهذه المنطقة ، حيث كان لقدم الاستقرار بالمغرب انعكاسات بالغة على الطبيعة اليهودية المغربية التي تأثرت بخصوصية البيئة المغربية وأثرت فيها فقد اتسمت الهوية اليهودية المغربية بالخصوص بتديُّنها و تشددها في الالتزام الحرفي بالدين اليهودي و معتقدات التوراة و التلمود.


و يضم هذا البحث تلات فصول ، حيث خصصت الفصل الأول لدراسة هجرات اليهود من الشرق الأدنى القديم نحو المغرب القديم و إستقرارهم ،و ذلك عبر أهم المحطات التاريخية التي همت هذا الشأن ، أما المحور التاني فهو يدور حول بعض مظاهر حياة اليهود في المغرب القديم مع التركيز بالخصوص على الجانب الديني نظرا لأهميته القصوى. و تناولت في المحور التالث أهم النتائج التي وصلت لها الأبحاث الاركيولوجية في هذا الموضوع.


 

 

 

I - هجرات اليهود من الشرق الأدنى القديم نحو المغرب القديم:


إن عمر الوجود اليهودي بالمغرب يقدر بحوالي ألفي سنة (1) ، و يظل تحديد تاريخ معين لدخول اليهود و اليهودية بلاد المغرب مجالا خصباً لقصص الكتاب اليهود التي تعتمد على الافتراضات (2) اذ يستقي تاريخ المستوطنات اليهودية في المغرب أخباره من الأسطورة أكثر من الحقائق التابتة و تنطلق هذه الأسطورة دوما من الزمن القديم أيام ملوك مملكة اسرائيل و يهودا(3) و عهود أنبياء بني اسرائيل المذكورين في التوراة (4).


إن التاريخ القديم لهذه الفئة غير واضح إذ يقول البعض انه يعود الى التجارة مع الفينيقيين و القرطاجيين(5) لتتوالى بعد ذلك سلسلة من الهجرات حملت معها أعداداً أخرى من المهاجرين اليهود الى أرض المغرب.


1 - عهد الملك "داوود" "David":


ذكر "حاييم الزعفراني" (6)"Haim Zafrani"  في كتابيه" يهود الأندلس و المغرب " و " ألفي سنة من الحياة اليهودية بالمغرب " أسطورة من بين الأساطير التي ذُكرت في وصول العبرانيين (7) الى المغرب و التي تعود الى عهد الملك داوود (8)،إذ جاء على لسان الزعفراني:" و يعتبر تاريخ هذه العوالم ضرباً من الأساطير ، و لم تُجمع أخبار هذه الفترة إلا في وقت متأخر، و تتحدث الأخبار عن وجود آثار لأحجار كانت علامات لحدود يقال بأن الذي وضعها هو "يوآب بن صرويا" "Joab Ben Seruya" قائد جيش الملك داوود و تختلف الأقوال أيضا في المكان الأصلي الذي وُضعت فيه هذه من أرض المغارب .فقد زعم أنها وضعت بجزيرة جربة بتونس، أو طنجة أو فاس أو في وادي درعة أو في التخوم الصحراوية المغربية ، تلك الأماكن التي أرادت هذه الأخبار أن تكون الموطن الذي وصل اليه القائد المذكور ,متعقباً سكان فلسطين الأصليين".(9)


 

 

2 - عهد الملك "سليمان" "Salomon" :


لقد ارتبط سليمان(10) ملك بني اسرائيل(11) بعلاقة طيبة و صداقة متينة مع ملك صور(12) "حيرام" (13) أو "أحيرام " حيث كان هذا الأخير يقوم بإمداد الملك سليمان بالخشب من أجل انشاء أسطول وكذا من أجل بناء الهيكل، إذ جاء في العدد السادس من الإصحاح الخامس من سفر الملوك (14) الأول من العهد القديم في الكتاب المقدس:" وَ الآنَ فَأْمُرْ أَنْ يَقْطَعُوا لِي أَرْزاً مِنْ لُبْنَانَ وَيَكُونُ عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ، وَأُجْرَةُ عَبِيدِكَ أُعْطِيكَ إِيَّاهَا حَسَبَ كُلِّ مَا تَقُولُ، لأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَنَا أَحَدٌ يَعْرِفُ قَطْعَ الْخَشَبِ مِثْلَ الصَّيْدُونِيِّينَ (15)".


وقد بدأ بنو اسرائيل في عهد سليمان يتجهون بنشاطهم التجاري نحو البحر بغية الإتجار مع البلاد الواقعة بعيداً، فضلا عن استيراد ما يحتاجون اليه من خارج فلسطين. غير أن بني اسرائيل لم يكونوا قد أَلِفوا ركوب البحر من قبل، كما أنهم لم يكونوا على خبرة أيا كانت بشؤون السفن و ملاحتها و بذلك تم الاتفاق مع حيرام على إنشاء أسطول من السفن في ميناء " عيصون جابر"(16)تُستغل فيه المهارة الفينيقية فضلا عن أخشاب الأرز الملائمة لبناء السفن(17) ،حيث جاء في العدد السادس و العشرين من الاصحاح التاسع في سفر الملوك الأول:" وَعَمِلَ الْمَلِكُ سُلَيْمَانُ سُفُناً فِي عِصْيُونَ جَابِرَ الَّتِي بِجَانِبِ أَيْلَةَ (18) عَلَى شَاطِئِ بَحْرِ سُوفٍ فِي أَرْضِ أَدُومَ (19)".


ومن هنا تأتي فرضية او احتمال مرافقة أعداد من اليهود للفينيقيين (20) في رحلاتهم.


ولم يكن الفينيقيون يكتفون بمجرد المتاجرة و العودة من حيث أتوا بل كانوا يستقرون و يستعمرون.وقد وصلت المغامرات الاستعمارية الفينيقية في غرب البحر المتوسط الى الذروة منذ منتصف القرن العاشر قبل الميلاد و الى منتصف القرن التامن قبل الميلاد ،فقد أُنشأت مستعمرة "قرطاج"(21) بشمال افريقيا و تخطو مضيق جبل طارق و نفدوا الى المحيط الأطلسي . و كانت السفن الفينيقية تبلغ الشاطئ الشمالي الغربي لإسبانيا و كل هذه البلاد الإسبانية كانت تسمى عند الفينيقيين بلاد "ترشيش" و يقابل هذه التسمية عند اليونان "ترتيسوس".


وعلى أية حال فإن إسم "ترشيش" الذي نصادفه في كتابات التوراة (22) و آشور (23) هو إسم فينيقي على الأغلب ،بمعنى المنجم أو مكان الصهر أو معمل التكرير،هذا و قد اكتسبت تسمية "ترشيش"، بسبب بُعد البلاد، معنى غامضاً و صارت تعني المغرب الأقصىى أو أبعد البلاد التي بلغتها التجارة الفينيقية.(24)


وبذلك فإن فرضية وصول اليهود  الى المغرب القديم رفقة الفينيقيين عهد الملك سليمان تظل قائمة في غياب أدلة تؤكد أو تنفي ذلك.


3 -  سقوط الهيكل الأول:


كما سبقت الاشارة الى ذلك، فإن الملك سليمان كان قد إستعان بالفينيقيين لإقامة هيكله و ذلك في القرن العاشر قبل الميلاد.حيث كان بناء هيكل سليمان بعد 480 سنة من الخروج من مصر في السنة الرابعة لحكمه إذ جاء في العدد الأول من الاصحاح السادس في سفر الملوك الأول:" وَكَانَ فِي سَنَةِ الأَرْبَعِ مِئَةٍ وَالثَّمَانِينَ لِخُرُوجِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، فِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ لِمُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فِي شَهْرِ زِيُو وَهُوَ الشَّهْرُ الثَّانِي، أَنَّهُ بَنَى الْبَيْتَ لِلرَّبِّ".


في سنة 722ق.م ،تعرضت الدولة الإسرائيلية لإحتلال من قبل الآشوريين الذين هدموا عاصمتها السامرة(26)، و أخذوا سكانها في الأسر ، و نقلوا إلى مكانهم أناسا من البلاد الخاضعة لهم ، أُطلق عليهم فيما بعد اسم السامريين.


وفي سنة 586 ق.م تعرضت الدولة اليهودية (دولة يهودا)للغزو من قبل الكلدانيين(27) ، فهدم الملك الكلداني" نبوخدنصر"(28) " Nabuchodonosor " مدينة القدس و الهيكل الذي بناه سليمان و أخذ أعمدته كما أخذ  معه ستين ألفا من الأسرى اليهود الى بابل (29) حينذاك تفرق اليهود أوزاعا في أقطار العالم يبحثون عن مستقر يمنحهم الأمان    (30).


و بذلك فإنه من المرجح أن يكون اليهود قد توافدوا الى قرطاج و إلى مناطق متعددة من المغرب القديم على متن السفن الفينيقية عقب تدمير الهيكل الأول .


 

 

4 - مابين سقوط الهيكلين الأول و التاني:


يعتبر "روبين دانييل" "Robin Daniel "  أن وصول أول اليهود إلى شمال إفريقيا كان سنة 320 ق.م عندما قام اليونانيين بنفي 100.000 يهودي حيث تم نقلهم خارج فلسطين. هؤلاء اليهود انتقلوا إلى قرطاج (32) ،التي بتواجدها في وسط البحر الأبيض المتوسط، أصبحت مزدهرة و أخذت مكانة صور التي أصبحت تحت سيطرة الآشوريين و الفارسيين قبل تدميرها (33)، بعد وصولهم الى قرطاج تقدموا نحو الغرب.(34)


كما أضاف أن مجموعة اخرى وصلت الى المغرب في حوالي 150ق.م هرباً من الإضطهاد الذي طالهم في برقة(35) ،ليستقروا في جبال الريف و الأطلس.


5 - سقوط الهيكل التاني:


استمر تيار الهجرة من الشرق خلال العصر الروماني نتيجة لما حل بالمنطقة من أحداث ألمت باليهود،فقد لجأت مجموعة منهم إلى بلاد المغرب بعد تحطيم الهيكل سنة 70 م على يد الرومان(37)،هذا الهيكل الذي كان قد سمح لهم الملك الفارسي "كير" (38) الذي إحتل بابل(39) بالعودة الى فلسطين سنة 539 ق.م ،فأعادوا بناء القدس(40).


 

6 - هجرات أخرى:


تتفق معظم الدراسات على أن الهجرة اليهودية المكتفة إلى الشمال الإفريقي بدأت أوائل القرن التالث قبل الميلاد ، فترة حكم بطليموس الأول(41) و خضوع قورينائية (برقة) الواقعة على الشاطئ الليبي للسيطرة البطلمية حيث نقل بطليموس الأول أعداداً من اليهود إلى مدينة قوريني عاصمة الإقليم .


انتزع الرومان إقليم برقة من البطالمة سنة 96 ق.م و أضحى الإقليم منطقة جَدْب لليهود لسماح الرومان لهم بحرية التنقل في حوض البحر المتوسط وفقا للسلام الروماني.


أفضت هذه الإمتيازات الى احساس اليهود بتعاظم عددهم وتميزهم ، مما جعلهم في تنافس و شجار دائم مع سكان الإقليم من الإغريق . إنتهى ذلك إلى انتفاضتهم سنة 115م ،التي بدأت بتحرشات بين اليهود من جانب و الإغريق و الرومان من جانب آخر.


تزعم الإنتفاضة يهودي يدعى "جونتان" (42)"Jonathan" ،فإمتدت من برقة و مصر و قبرص.لم يتمكن الإمبراطور "تراجان"(43) "Trajan" من قمع الإنتفاضة فإستمرت في عهد سلفه "هدريان" الذي نجح في إخمادها سنة 117 م و أنزل باليهود عقوبات قاسية ،مما أجبرهم على الهجرة إلى الغرب.


إستمر تدفق تيار الهجرة من الشرق الى الغرب و خاصة عند بداية غزو الوندال للشمال الإفريقي سنة 430 م حيث تمتع اليهود في عهدهم بسلام نسبي ،ولكن تبدل الحال بعدما إنتصر الإمبراطور "جوستنيان" (44) (525-527م) "Justinien" على الوندال، و استعاد الشمال الإفريقي سنة 533 م ، إذ أمر اليهود بإعتناق النصرانية فأدت اضطهادات "جوستنيان" إلى فرار الكثير من اليهود الى الداخل في عمق الأقاليم الجنوبية و الى الغرب في اقاليم المغرب الأقصى(45).


 

 

 II - مناطق إستقرار اليهود بالمغرب القديم:


معلوم أن الجغرافيا مسرح أحداث التاريخ، و موجهة لكثير من هذه الأحداث، و معلوم أيضا أن اليهود في الغالب الأعم لم يكن لهم وطن يرتبطون به ، و إنما نزحوا إلى أوطان متعددة و منها الشمال الإفريقي، و إعتنق بعض سكان الشمال الإفريقي اليهودية و ظلوا في مضاربهم ، أما النازحون فتخيروا المدن و الأماكن التي جذبتهم بأنشطتها الإقتصادية أو بما تمنحه من أمان مثل وعورة المنطقة أو بُعدِها عن السلطة الحاكمة إذا خشي اليهود منها إضطهاداً  أو قريباً من مركز السلطة إذا شعروا بالأمان.


و تنوعت المناطق التي اختارها اليهود لسكناهم حسب تنوع أنشطتها الإقتصادية،والتي تناسب طبيعة المهن التي عرفها اليهود، أو حسب حياتهم الإجتماعية و إمكانياتهم المادية ، و من تم إنتشر اليهود في بلاد المغرب بأقسامه التلاثة : إفريقية و المغرب الأوسط و المغرب الأقصى ، و سكنوا المدن الكبيرة و القرى الصغيرة ، و الجبال وعرة المسالك و مناطق التخوم البعيدة عن هيمنة السلطة الحاكمة.(46)


فعلى سبيل المثال لا الحصر، أدت إضطهادات الإمبراطور "جستنيان" إلى فرار كثير من اليهود إلى الداخل في عمق الأقاليم الجنوبية وإلى الغرب في أقاليم المغرب الأقصى و اندمجوا مع قبائل البأمازيغ الذين سكنوا الصحراء و الجبال و الأودية ،للتخلص من السيادة الرومانية ،و بذلك تخلى المهاجرون اليهود عن سكنى المدن تحت وطأة الإضطهاد الروماني خاصة بعدما وجدوا ترحيبا من القبائل.(47)


ولقد فاق المغرب الأقصى نظيريه الأوسط و الأدنى في جدب اليهود ،إذ تشير المصادر العربية إلى تمركز أعداد كبيرة من اليهود فيه ،و خاصة من الأمازيغ أهل البلاد،حيث يذكر ابن خلدون (48) أعداداً من القبائل دانت باليهودية في أقاليم المغرب الاقصى "فندلاوة"(49) و "مديونة (50) و "بهلولة"(51) و "غياتة" (52) و "بنو فازاز"(53) ، و يضيف أن ادريس الأول(54)  محا ما كان في نواحيه من بقايا الأديان و الملل.


 

 

و الأرجح أن إدريس الأول لم يمحو أثرهم لأن الأحداث التاريخية تشير إلى أعداد كبيرة منهم زمن المرابطين،و فرض يوسف بن تاشفين (56)عليهم الجزية ،و مردُّ تزايد أعداد اليهود في المغرب الأقصى إلى كون المنطقة محطة للدخول و الخروج من و إلى المغرب و أوروبا.


باتت سبتة معبراً الى بلاد المغرب الاقصى ،فهي تقابل جزيرة الأندلس ،و أقرب نقطة إلتقاء معها، و منها جاز طارق بن زياد(57) إلى الأندلس و قد استقر اليهود في سبتة قبل الفتح الإسلامي فراراً من الاضطهاد القوطي (58) في شبه الجزيرة الإيبيرية.و من الملاحظ أن المصادر العربية لم تُشر الى استيطان يهودي في المدينة. (59)


و تمدنا المصادر العربية أيضا بكثير من المعلومات عن يهود استقروا في منطقة فاس قبل بناء المدينة على يد ادريس التاني (60)(192-193 ه /807 – 808 م ) ،حيث ذكر ابن ابي زرع (61) في كتابه "الأنيس المطرب" قبيلتين هما "الزواغة" و "بنو يزغت"(62).


وقد أجملت المصادر العربية ذكر اليهود في بلاد المغرب بصفتهم العَقدية فقط، ولم تشر إلى القبائل التي اعتنق بعضها اليهودية فيما عدا ابن خلدون الذي ذكر أنه" ربما كان بعض هؤلاء الأمازيغ دانوا بدين اليهود أخدوه عن بني إسرائيل عهد إستفحال ملكهم لقرب الشام و سلطانه منهم ،كما كان جراوة (63) أهل جبل الأوراس قبيلة "الكاهنة" ، كما كانت نفوسة من أمازيغ إفريقية و "فندلاوة" و"مديونة" و"بهلولة" و "غياتة" و" بنو فازازا" من أمازيغ المغرب الأقصى. (65)


اتخذ كتّاب اليهود هذا النص سنداً و أطلقوا لخيالهم العنان و ضخّموا أعداد اليهود في المنطقة ،مؤكدين أن كل هذه القبائل دانت باليهودية ، و من بين هؤلاء نجد نحوم سلوش (66) "Nahum Slouschz "، الذي أكد على تواجد قبائل يهودية أولية حتى بعد دخول الاسلام.(67)


 

 

"ليفي شمعون"(68) "Simon Levy" ذكر كذلك أن مؤرخين عرب ( في إشارة إلى ابن خلدون على الأرجح) تحدث عن قبائل أمازيغية يهودية أو متهودة حاربت الحسن بن النعمان .(69)


نفس السند اتخذه "حاييم الزعفراني" حيث جاء في كتابه " يهود الأندلس و المغرب ":"و يظهر أن المستعمرة اليهودية ظلت بوليلي الى أن ورد العرب الى المغرب،و قد أشار المؤرخون العرب أنفسهم إلى وجود قبائل أمازيغية متهودة في زرهون ، غير بعيد عن هذا المكان أيام تأسيس مدينة فاس سنة 808م .(70)


إن نص ابن خلدون يحمل بين طياته إجابة هذه المغالطة، لما تتضمنه من كلمات مثل "ربما" التي تعني الإحتمال و ليس اليقين و كلمة "بعض " التي تعني القلة و ليس الكثرة(71)،ما يدل على أن هذه القبائل لم تتهود بأكملها.


و بالوقوف على التواجد اليهودي بمدينة وليلي عندما كانت عاصمة المقاطعات الرومانية بموريطانيا الطنجية،فقد اعتبرها "بول مونسو" (72) "Paul Monceaux" نقطة ارتكازالدياسبورا(73) في اقصى الغرب .(74)


وفي الجنوب الغربي من سجلماسة تقع منطقة درعة ،و تشير الروايات إلى الإستيطان اليهودي في الإقليم قبل قدوم المسلمين مستدلين بنص نشره "توليدانو" "Toledano " باللغة الإسبانية في كتابه "Berberes y hebreos en Marruecos "سنة 1954 بمدريد.(76)


 

 

و يأتي إستقرار اليهود في هذا الإقليم بسبب حرصهم على التواجد بالقرب من مناطق إنتاج الذهب فضلا عن اتصال الإقليم ببلاد السودان و ما فيها من تجارات (77)،و قد أشار المؤرخ المغربي مصطفى النعيمي في مؤلفه المعنون ب "Le sahara à travers le pays Takna" إلى قضية مستوطنات اليهود في جنوب المغرب قبل الإسلام و بُعيده بقليل حيث قال :"يعود تجمع الطوائف اليهودية في هذه المنطقة إلى العصر الفينيقي،و قد ساهم الأمازيغ اليهود خلال القرون العشرة الميلادية في تأسيس مراكز تجارية و فكرية مثل "أوفران " و "ماسة" و "تمنارت"، بالإضافة الى أنهم لعبوا دورا مهما في تأهيل و تعمير مناطق حدودية،مثل التوات و تافيلالت و وادي درعة.وكان لهؤلاء اليهود الصنهاجيين من الوسائل ما مكنهم من خلق نشاط تجاري و فكري على أسس متينة و تابثة في مجموع هذه المناطق "وبيّن المؤلف في الهامش رقم 4 من نفس الصفحة قائلا :" لم يعش هؤلاء الأمازيغ الذين كانوا يدينون باليهودية ، بوصفهم أقلية متميزة في هذه الربوع و إنما كانوا ينتسبون الى مختلف الفروع و العشائر و الأفخاد و الربوع في قبائل صنهاجة ".(79)


و بذلك فإن منطقة المغرب القديم قد جذبت بأقاليمها المتنوعة عدداً من اليهود من خلال تيار الهجرة القادم من الشرق،دون نسيان المتهودين من القبائل الأمازيغية.


 

 

خلاصات


من خلال معطيات هذا الفصل ،يمكن أن نخرج بالخلاصات التالية :


1 - صعوبة تحديد تاريخ دخول اليهود لأول مرة إلى المغرب ، كما أن القصص الرائجة حالياً هي محظ إفتراضات.


2 - تعدد الهجرات التي حملت معها اليهود الى المغرب ، هذه الهجرات التي يمكن القول أن أغلبها مرَّ عبر مرحلتين ، مرحلة قدوم من فلسطين إلى شرق شمال إفريقيا ،إما برقة او قرطاج ، ثم من إحداهما إلى المغرب .


3 - هجرات اليهود الى المغرب القديم كانت إما بدافع التجارة أو حباً في المغامرة أو رغبة في السلطة (1) أو بدافع الهروب من إضطهاد.


4 - إختيار اليهود لمناطق إستقرارهم بالمغرب القديم كان إما بدافع طلب الأمان او الهروب من إضطهاد أو التماس طرق القوافل التجارية بين الشمال الإفريقي و بلاد السودان أو نقط العبور بين المغربين الأوسط و الأقصى.


1 - الحياة السياسية :


لا جدال في أن يهود المغرب لعبوا دوراً سياسياً مهماً على مدى العصور و إنْ أغفلته المصادر ، ولعل مردّ ذلك حرص اليهود على التقرب من أصحاب القرار خفية و مشاركتهم في صنعه من وراء الستار، خشية غضب العامة و خوفاً من التنكيل بهم، لذلك لم تدون المصادر هذا الدور، و لنا في التاريخ الحديث و المعاصر دليلا على ذلك.


غير أنه في باقي الشمال الافريقي تمت الإشارة لهذا الدور و لو بشكل ضئيل فمثلا في مدينة "برنيق" "berenice " (بنغازي) ، سمح الإغريق لليهود بتشكيل مجلس يدير شؤونهم الداخلية. و عثر في المدينة على نقوش ترجع الى سنة 56/ 55 ق.م تفيد قيام مجتمع يهودي في المدينة  و تلقي الضوء على تنظيمات الجماعة اليهودية داخلها .و يبدو أن أعدادهم كانت كبيرة لدرجة أنها شكلت مجلسا من عشر "أراخنة " "Archons" مفردها أرخون أي الرئيس باليونانية.(80)


2 - الحياة الاجتماعية :


إن المجتمع اليهودي في بلاد المغرب لم يكن مجتمعاً منغلقاً على نفسه - كما هو شائع عن المجتمعات اليهودية - وإنما كان في إختلاط دائم مع سكان البلاد في حياتهم  اليومية ، حيث عاشوا تحت نظام الحماية أو الجوار في ظل القبائل الأمازيغية أولا ثم العربية فيما بعد.(107)


لقد حرص اليهود أينما ذهبوا في المغرب على تقاليدهم و عاداتهم و حياتهم الاجتماعية لأنها نبعت من معتقداتهم الدينية ، و ما توارثوه عبر القرون، حيث أن هذه العادات و التقاليد تشربت بالبيئة التي هاجروا إليها نتيجة التأثير و التأثر، فإختلفت بعض عادات يهود المغرب عن عادات إخوانهم في المشرق أو أوروبا مثل الملبس و طريقة المعيشة وكيفية الزواج و غيرها .(108)


يقول "حاييم الزعفراني":"في أي وقت من الفترة الثوراتية الى يومنا هذا ، الولادة، الختان و الفطام، تشير في المجتمع اليهودي الى الاحتفالات الجدية، و هذه الأخيرة هي نتاج أساس ديني ، تاريخي ووطني محظ "(109).


          أ - الأسرة:


لقد حث التلمود اليهود على الإنجاب ، إذ أوجب على كل يهودي أن ينجب ولدين أو أكثر ، ومن تم تراوح  عدد الأبناء في الأسرة اليهودية في المغرب مابين تلاتة و خمسة أفراد.(110)


          ب - الأسماء اليهودية :


إن الأعلام  اليهودية  L'onomastique juive تشمل العديد من الألقاب الأمازيغية Patronymes Amazighs مثل : أموزيغ Amozigh ، ويزمان Wizman ،  واحنيش Wahnish ، إفركان Ifergan ،أفرياط  Afriat ، أفلالو Aflalo ...إلخ، و أسماء نسائية كذلك: طامو Tammo ، إيطو Itto ...


          ج - الختان:


تمسك اليهود بعادة الختان عندهم عندما منعهم ملوك الفرس من إجرائها ، كما ظلوا متمسكين بها خلال العصر الروماني و إتخذ الختان قدسيته عند اليهود في الشمال الإفريقي من كونه حلفاً مع الرب حيث جاء بالعدد الرابع من الإصحاح  الواحد و العشرين من سفر التكوين(112) في الكتاب الثوراة : "وَخَتَنَ ابْرَاهِيمُ اسْحَاقَ ابْنَهُ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانِيَةِ ايَّامٍ كَمَا امَرَهُ اللهُ".


وتتم عملية الختان غالبا في المعبد ، تصاحبها بعض الطقوس و المراسيم ، و في العصور القديمة كان رب الأسرة هو الذي يقوم بعملية الختان و بتقدم الزمن أصبح للختان شخص مختص به في المعبد يسمى "الخَتَّان" ( بالعبرية  Mohalim الموهل ) .(113)


          ه - الملابس اليهودية :


ارتدى اليهود في الشمال الإفريقي ملابس سكان البلاد ، أما تحديد لبس معين لليهود يميزهم فكان على الصعيد النظري دون إلزام دائم في الجانب التطبيقي ، و الغالب على الظن أن التطبيق كان يتم كردّ فعل لحدث معين .(116)


          و - بعض العادات و التقاليد اليهودية :


إعتاد يهود الشمال الإفريقي زيارة قبور القدسين وفاء لنذور قطعوها على أنفسهم إذ كانت عائلات بأكملها تتحمل في بعض الأحيان عناء الأسفار الطويلة للوصول الى أماكن هؤلاء القدسين في مواعيد محددة. و عادة تقديس الأولياء و زيارة الأضرحة عادة قديمة عند سكان المغرب، وهي منتشرة حتى الآن.


ومن العادات الأخرى استخدام التعاويذ و التمائم كوصفات طبية ، كما تستخدم في الحماية من الأرواح الشريرة. و قد إستخدم اليهود الرموز الزخرفية للوقاية من السحر و الحسد مثل كف اليد بأصابع متباعدة بإعتباره يحمي من عيون الشر (117) و الذي يسمى ب "كف فاطمة"     "La main de Fatima " أو "Santa Fatima" .


كما كانت أبواب المنازل تزين بكف فاطمة ، بنجمة داوود  أو رسوم لأسماك من أجل طرد عين الشر "mauvais oeil " "עַיּו חָרַע" (Âyine har'a


 3- الحياة الاقتصادية:


لقد ساهم اليهود بشكل كبير في تطوير الحياة الاقتصادية لبلاد المغرب في كل العصور و في جميع المجالات.(81)


          أ - الزراعة:


لم تلعب الزراعة دوراً كبيراً في حياة اليهود بالمغرب مثل الصناعة و التجارة،نظراً لكثرة تشتتهم و عدم استقرارهم في مكان معين رغم حرص التلمود (82) على أن الرجل الذي لا يملك أرضاً لا يعتبر إنساناً، و توجد عدة أسفار في التلمود تحض نصوصها على الزراعة مثل السفر الأول الذي يسمى " كتاب زراعيم" أي البذور أو الانتاج الزراعي و سفر "فعاة" أي زوايا الحقل ،و سفر "ذماي" الذي يتحدث عن المحاصيل الزراعية...ومن هنا كان التمسك اليهودي بالزراعة،فمارسوها بحرية،لكن مع الزمن تغير الوضع و أصبح يغلب عليهم الطابع التجاري.(83)


وبذلك فإن المتهودين من الأمازيغ هم من عمل بالزراعة والري بسبب طبيعتهم القبلية من جانب ، و استمرار استقرارهم في مضارب قبائلهم من جانب آخر مثل فاس و سجلماسة و درعة و تادلا ، وهي مناطق غلبت عليها السهول ذات التربة الخصبة،واختراقتها  الأنهار التي تزيد من خصوبتها.


ففي فاس عمل اليهود بالزراعة،خاصة هؤلاء الذين سكنوا ضواحي المدينة،حيث إشتهرت فاس بإنتاج الحبوب و الفاكهة،خاصة العنب الذي كان يجفف و يصدر الى أوداغشت.  أما سجلماسة فقد اشتهرت بالتمر و البستنة،وكثرت فواكهها و أعنابها و كذلك من مزروعاتها أيضا الدخن و الذرة و القطن و الكمون و الكروياء و الحناء. وهي مزروعات يغلب عليها الطابع النقدي،مما أغرى اليهود على العمل بها.


أما  درعة ، فقد امتلك اليهود فيها أراضي لزراعة الزيتون ، و اشتهرت المنطقة بزراعة الكمون و الكروياء و الحناء ، و اختصت بزراعة شجر التاكوت  التي تعتمد في دباغة الجلود.(85)


          ب - الصناعة :


تعرض اليهود للسبي الذي عُرف بالسبي البابلي (86) و فقدوا من جرائه الأمان و الإستقرار،حتى يمكن القول أن هذا السبي يعد نقطة تحول في تاريخ البنية الاجتماعية للشعب اليهودي،حيث تغيرت أنماط حياتهم، و تحول العديد منهم الى سكان مدن احترفوا المهن المختلفة ، و تزايد هذا الاتجاه بفعل الأحداث التاريخية  التي ألمت بهم ، و تكونت منهم جماعات  من الحرفيين و الصناع ، و بوصولهم الى بلاد المغرب ، تنامت هذه الفئة لأن أغلب القبائل كانوا بدواً وهم أبعد الناس عن الصنائع ، فنجم عن ذلك احتراف اليهود في بلاد المغرب الحرف و الصناعات و خاصة المهاجرين منهم.


لقد احترف اليهود صياغة الذهب لقرب المغرب من مصادر الذهب ، كما احترفوا كذلك صياغة الفضة،إذ كانت درعة غنية بها، و قد نسب الى مدينة سبتة  صائغي فضة من اليهود. و احترف اليهود كذلك  تشكيل النحاس الخالص ، حيث إستخدم النوع الأصفر منه في صناعة الصواني المستديرة و أدوات العبادة مثل الشمعدان رمز شجرة الحياة في الثقافة اليهودية.بينما استخدم النحاس الأحمر في صناعة القدور و الطاسات.


و الحدادة من أهم الحرف التي زاولها اليهود في بلاد المغرب و خاصة في الجنوب،حيث ظلوا يحترفونها حتى أواخر العصور الوسطى.


و قد  عمل اليهود كذلك في حياكة الملابس ، و تمة اعتقادات قديمة عند السكان أثرت في الشكل العام للملابس التي تحمل نقوشا مثل كف اليد "كف فاطمة" و بعض الزخارف الهندسية التي تحمل في مضمونها العدد خمسة إتقاء  للحسد (87) ، و هو ما جعل الصباغة حرفة أخرى عمل بها اليهود.


و عمل كثير من اليهود في دباغة الجلود حيث أن المغرب إشتهر بتربية الماشية و زراعة شجر التاكوت الذي تستخدم عصارته في دباغة جلود الأغنام  و البقر و الإبل حتى يجهز لإستخدامه على هيئة مصنوعات جلدية. و قد انتشرت دباغة الجلود على نطاق واسع في مدن المغرب الأقصى مثل فاس و أغمات ، و كلها مناطق سكنها اليهود.


كما امتهن اليهود في بلاد المغرب أيضا حرفة صناعة السلال التي استخدمت بمختلف أشكالها في النقل البحري.(88)


          ج - التجارة:


إشتهر اليهود بالعمل في التجارة و ارتبط اسمهم بها ، و إستقر معظمهم على خطوطها و منابعها و مناطق توزيعها وخاصة تجارة الرفاهيات و الرقيق.


فأغلب سكنى اليهود في المدن ذات الأهمية التجارية مثل فاس و سجلماسة و درعة و تادلا و بلاد تامسنا (89) و غيرها. و لعل معظم هؤلاء من يهود الشتات. فحرصوا على سيولة أملاكهم، لتُيسّر عليهم الإنتقال إذا ما  اضطرتهم الظروف الإقتصادية  و السياسية (90) ومن تم أصبح اليهود تجاراً ، و بضرورة و بحكم الممارسة حازوا خبرة كبيرة أدت إلى نجاحهم في هذه المهنة .(91)


و قد اعتبر "نحوم سلوش" أن اليهود قاموا  بتعويض الفينيقيين في منطقة البحر الأبيض المتوسط و خاصة مع بدأ زوال قرطاج .(92)


4 - الحياة الدينية :


لقد ظل يهود المغرب يعيشون كباقي إخوانهم تحت نفوذ قواعد مستقاة من التوراة و الهلاخاة (93) و التلمود المتضمن لكل نواحي الحياة ، حيث يمكن القول أن يهود المغرب يرتبطون بروابط وثيقة مع الفكر اليهودي العام .(94)


يقول شمعون ليفي :" اليهودية مثل الإسلام " Din wa dounia " دين  و قواعد حياة اجتماعية ، فبإعتبارها ديانة فإن لغتها المقدسة هي العبرية و مرجعاها هما التوراة  و التلمود "(95).


لقد اختلط اليهود بأهل الشمال الإفريقي ، خاصة في المناطق الريفية و الجبلية، و لعلهم شعروا بقلة عددهم ، فعملوا على تهويد بعض أهل البلاد، أو أن أهل البلاد الذين كانوا على الوثنية آنذاك ، وجدوا في اليهودية ديناً سماوياً ، فإعتنق بعض أفراد من القبائل التي جاورت اليهود الدين اليهودي أو تأثروا بتقاليده.


تبرز هنا إشكالية التهويد ، مع الفكرة الشائعة عن إنغلاق اليهودية و تمركزها حول نفسها في جنس معين ، و كيف عمل اليهود على تهويد القبائل الأمازيغية ،أكان تبشيراً أي دعوة مباشرة  بين الأمازيغ أم  تم بطرق أخرى؟


بحثاً لحل هذه الإشكالية ووجود بعض الأمازيغ على دين اليهودية ، حاول الكتّاب اليهود الخروج من مأزق إنغلاق اليهودية ، فزعموا أن من تهود من قبائل الأمازيغ يرجع في أصوله الى قبائل فلسطينية هاجرت الى الشمال الإفريقي في سالف الزمان (96) ليؤكدوا أن اليهودية لم تخرج عن انغلاقها.


يقول حاييم الزعفراني:" و يعتقد بعض اليهود ، سكان الجبال،أن الأمازيغ ما هم في الحقيقة إلا بقايا أولئك الفلسطينيين(97). و تجدر الإشارة هنا  أنهم يترجمون اللفظ العبري "فلستيم" "plishtim" التوراتي الوارد في هذا الحدث ،بلفظة "بربر" (98).


وقد اعتقد الكتّاب اليهود أن تفسيرهم هذا أعطى تبريراً للحفاظ على النقاء العرقي رغم منافاته الواقع التاريخي . فلو سلّمنا جدلا بقولهم بأن أصول الأمازيغ تعود الى فلسطين ، فإن موجات الهجرة المتكررة من كل الأنحاء الى بلاد المغرب على مر العصور طمست الهوية الإثنية للسكان في المنطقة ،يؤكد ذلك ما قاله "نحوم سلوش"  بأن اليهود الأوائل اندمجوا مع الأمازيغ عن طريق المصاهرة و بالتالي فإن عدد جينات اليهود المهاجرين قد توزع بين مجموع السكان ، و أصبحت الجماعات اليهودية في الشمال الإفريقي تشبه السكان المحليين في كثير من الخصائص و بالتالي ذابت الهوية ، مما يعني إستحالة تحديد قبائل بعينها تجري في عروقها دماء نقية لأصول  فلسطينية، لذلك يمكن القول بأن الظروف التي ألمت باليهود من شتات و إضطهاد و قذفت بهم في أحضان القبائل الأمازيغية اضطرتهم الى التغاضي عن مبدأ الإنغلاق ، و برزت فكرة تهويد الأمازيغ تعزيزاً لمكانتهم السياسية و الإجتماعية في المنطقة قبل وصول تيار التبشير المسيحي الذي دخل في منافسة مع التهويد (99) ، حيث أن اليهود ثم المسيحيين وجدوا الأمازيغ منفتحين على ديانتيهما التوحيديتين Religions monothéistes  ، نفس الشيء بالنسبة للمسلمين فيما بعد .(100)


و بذلك فإن اليهود خرجوا عن الإلتزام العرقي و سمحوا للأمازيغ بالتهويد ، أما  إشكالية طريقة التهويد، فالغالب على الظن أن بعضاً من الأمازيغ دان بالحنيفية ملة ابراهيم عليه السلام ، و هي مثل اليهودية ديانة توحيد ، كما أن اختلاط اليهود بالأمازيغ أفرز عادات و تقاليد مشتركة .كل هذا تكاثف على قبول الأمازيغ اليهودية من خلال التأثر المباشر بالمجتمعات اليهودية الصغيرة و الكبيرة المثناثرة في بلاد المغرب دون الحاجة الى عملية دعوة و تبشير ، و نفدت الى داخل القبائل الأمازيغية دون صعوبة ولم يشمل التهويد قبيلة بأكملها ، كما زعم سلوش و غيره، بل على الأرجح ان أفراداً وعائلات أو قطاعات أو بطون من هذه القبائل اعتنقت اليهودية . بيد أن سلوش سحب صفة الجزء على الكل من باب التضخيم ،و قال بأن هناك على الأقل قبيلتين تشكلتا خلال القرن الرابع الميلادي على أساس ديني.(101)


روبين دانييل"Robin Daniel" يوافق سلوش في موقفه بخصوص أن هناك قبائل و قرى قد تبنت الديانة اليهودية .(102)


و يبرز "حاييم الزعفراني" موقفاً مغايراً لِ" هيرشبورغ " "Z.H.Hirschberg "  حيث يرى بأنه قد أصبحت النظرية التي تفترض بأن جل اليهود المغاربة هم مغاربة أصلا تهودوا ولم يفدوا على المغرب من الخارج ، و التي يقول بها بعض المؤرخين ، متداولة و مسلمة تابثة . غير أن بعضا آخرين ينزلونها منزلة الشك مثل    Z.H. Hischberg  الذي يقول : "يظهر  أنه لا وجود لأساس متين لنظرية تهود الأمازيغ ، هؤلاء الذين سيصيرون يهوداً بالمعنى الكامل و الذين قد يكونون بناء عليه ، العنصر العرقي الأساسي ليهود المغارب و الدليل القاطع على عدم وجود أي إندماج لمجموعات أمازيغية مهمة، هو الغياب المطلق لأي تسرب لغوي أمازيغي في الكتابات اليهودية على العكس من ذلك توجد نصوص يهودية عربية مغربية ".(104)


وبذلك فإن إمكانية تحول بعض القبائل الأمازيغية الى اليهودية قبل الإسلام لا يزال موضوعاً مثيراً للجدل.(105)


وفي العهد الروماني بالمغرب ، يظهر أن السلطات الرومانية كانت متسامحة بوجه عام مع اليهود الذين خلدوا الى أعمالهم ، وكان البعض منهم يتمتع بكامل الحقوق المدنية . فازداد عدد اليهود و المتهودين بمجيء يهود آخرين مهاجرين ، أو بتهود متزايد شمل السكان المحليين و الأجانب على حد سواء . و نستشف بعض هذا من قولة تلمودية ، و كانت تتحدث عن فترة الامبراطورين "سيبتموس سيفيروس " " Sevére Septime "  و ابنه "كركلا" " Caracalla" و القولة هي: " كان بنو إسرائيل و إله بني إسرائيل يعرفون بين صور و قرطاج. و من صور غرباً الى قرطاج شرقاً، لا يُعرف لا بنو إسرائيل و لا إله بني إسرائيل" ، و ربما يقصد من هذا القول أن كل المتهودين لم يتهودوا على مقتضى " الهلاخاة" أو الشريعة ، و كانوا على الخصوص لا يختتنون .(106)


5 - الحياة الثقافية :


لقد تأخر ظهور ثقافة محلية يهودية في بلاد المغرب ، كما لم تصل إشارات عن ظهور أدبيات يهودية قبل القرن 4 ه / 10 م .(120)


          أ- اللغة:


يقول شمعون ليفي :"اللغة تواصل و تعبير في آن واحد و إنشاء جماعي : تهتم بالنفسية، الوجدان و صفات خاصة بمجموعة ، وفي حال تعلق الأمر بأقلية أو مهاجرين ، تصبح ملجأ الهوية" (121).


فخلال سنوات من تواجد اليهود بالمغرب ، تعرضوا لكثير من التغيرات اللغوية و الثقافية ، ففي عصر قرطاج ، اتخذوا اللغة البونية (122)    Langue punique كلغة عامية وهم الذين بدون شك قاموا بنشرها وسط الأمازيغ.


كما أن جميع الوثائق المكتوبة Documents épigraphique  تبين أن يهود شمال إفريقيا قد اختاروا في وقت لاحق اللغتين اللاتينية و الإغريقية.


و قد استمر اليهود بالمغرب في الحديث باللغة العبرية كذلك و لكن مع تأثيرات لغوية للغات أخرى (123) فمثلا هناك العديد من الطوائف في سوس و الأطلس الكبير كانت لهم لهجات  Judéo - berbères  عبرية بربرية.(124)


أما اللغة الآرامية ארמית (125)، فقد بقيت بدون منافس اللغة الكتابية الحاضرة في الأعمال الرابينية Les ouvrages rabbiniques و كذا في أجوبة الأسئلة التي تطرح على الكهنة  Rabbins  المحليين و الأجانب بالمغرب.


ولكن مع كل هذا تبقى اللغة العبرية هي اللغة المقدسة و الوحيدة المستعملة في دراسة و قراءة التوراة في الصلاة الكنسية.(126)


          ب - الكتابة :


إن الأمازيغ كانوا يستعملون الكتابة البونية من أجل نسخ لهجتهم. كما يتضح ذلك من خلال العملات و الكتابات التي تحمل تاريخ آخر القرن التاني قبل الميلاد (127) ، و المؤكد أن اليهود كانوا يستعملونها مادام قد كان لهم دور في إدخالها الى المغرب.


وقد تعلم اليهود كذلك كتابة الأمازيغية بالحروف العبرية.(128)


خلاصات


من خلال معطيات هذا الفصل يمكن أن نخرج بالخلاصات التالية :


1 - إغفال المصادر و المراجع للدور السياسي لليهود في المغرب القديم .


2 - المجتمع اليهودي في المغرب القديم لم يكن مجتمعاً منغلقاً و بذلك فإنه أثّر و تأثّر ببيئة القبائل الأمازيغية.


3 - مساهمة اليهود في تطوير الحياة الإقتصادية في المغرب القديم في الميدان الفلاحي ،في الميدان الصناعي  و خاصة في الميدان التجاري الذي إشتهر اليهود بالعمل به .


4 - حرص يهود  المغرب على تطبيق القواعد المتواجدة في كل من التوراة ، الهلاخاة و التلمود.


5 - بروز إشكالية تهويد القبائل الأمازيغية مع الفكرة الشائعة عن إنغلاق اليهودية، وبذلك فقد زعم الكتّاب اليهود أن هذه القبائل تعود في أصولها الى فلسطين.


6 - تهود القبائل الأمازيغية كان عن طريق الإحتكاك المباشر و ليس عن طريق التبشير.


7 - على المستوى الثقافي ، غياب الأدبيات اليهودية المحلية في هذه الفترة.


8 - رغم  إستعمال اليهود لغات أخرى من أجل التواصل مع الآخرين كالبونية و اللاتينية و الإغريقية ، إلا أنهم حافظوا على اللغة العبرية، لغتهم المقدسة التي كانوا يستعملونها في ممارساتهم الدينية.


إن التاريخ القديم لليهود في المغرب غير واضح ، فالبعض يقولون أنه بدأ مع وصول الفينيقيين و القرطاجيين، و لكن ماهو مؤكد هو تواجدهم في المغرب الروماني (129) حيث أن دراسة النقوش L'epigraphie  تشهد على تواجدهم في أماكن عديدة من موريطانيا الطنجية  Tingitane  وفي وليلي  Volubilis بالخصوص، حيث أنه إنطلاقا من القرن التالث الميلادي أصبح يهود إفريقيا معروفين حقاً و خصوصاً بواسطة دراسة النقوش Epigraphie كما هو الشأن في وليلي حيث النصوص مكتوبة باليونانية خاصة و كذا بالعبرية.(130)


إن دراسة النقوش اليهودية L'epigraphie juive  المعروفة لوليلي هي بصفة عامة جنائزية Funéraire .


إن هنالك ست نقوش من هذا النوع من أجل إستعراض هذه الطائفة ، ولكن يجب على الفور التأكد من كتاباتهم ، كما أن الشك و عدم اليقين يمس التسلسل الزمني لبعض منها، أيضا هناك صعوبة ثانية تتعلق بالطابع اليهودي أو المتهود للكلام المقوش ، حيث أن هناك العديد من العوامل يمكن أن تدخل في الحسبان خلال تعريف النص و يمكن أن تكون ذات طبيعة كتابية Epigraphique  ، خاصة بأسماء الأعلام Onomastique ، و أركيولوجية Archéologique ....


هناك توظيف للحروف العبرية Caractères hébraïques و كذلك للوظائف الدينية الخاصة بديانة يهوه (131) La religion de Yahvé  على النقائش Les inscriptions ، التي هي عبارة عن إشارات من أجل ربط النص باليهودية ، على عكس المعطيات الخاصة بأسماء الأعلام التي يكون الإعتماد عليها في السياق الأركيولوجي نسبياً و تقريبياً فقط .


النقش الأول منقوش على صندوق جنائزي Caisson funéraire مصنوع من حجر رملي ، و هو موجه للآلهة المانوية (132 ) Les dieux mânes ويخص سيدة على الأرجح تدعى آنّة Anna . إن طبيعة الأثر Le monument يمكن أن تقودنا الى تحديد تاريخ هذا النص ما بين نهاية القرن الثاني أو القرن التالث الميلاديين .


نقش ثان على ضريح موجه كذلك للآلهة المانوية لشخص يدعى "أنطونيوس سبطاريوس" "Antonius Sabbatarius " أو "أنطونيا سبطاريوس" "Antoniae abbatarius"، الذي على الأرجح يعود الى القرن التالث الميلادي.هذا الشخص الذي عاش 3 سنوات 5 أشهر و 4 أيام حسب النقش الموجود على القبر ، و هو ينتمي الى الطائفة اليهودية و قد تم تعريفه كمتهود .(133)


ف "جون ماريون " "Jean Marion" يعتقد أن هذا الشخص لم يكن " يهودي السلالة " "Un juif de race " ولكنه بالأحرى ابن أو ابنة لمتحول الى الديانة اليهودية ، حيث أنه يحمل إسماً به أثر التأثير اليهودي ، إذ أن أبوي هذا الطفل (أو الطفلة) الذي توفى في سن مبكرة منحوه لقباً مشتقاً من كلمة "سبت" "Sabbat " . ففي إفريقيا ، بقيت أيام الأسبوع لفترة طويلة تحت رعاية الآلهة الوثنية Les dieux paiens ف "Sabbat "  يرجع الى الإله " زحل" (135) "Saturne" ، كما أنه يعني يوم السبت Le samedi الذي يشهد على التأثير اليهودي .


و بذلك فإنه من خلال الإهداء الموجود على القبر ، يبدو أن الأب كان متهوداً و بعبارة أخرى يمكننا القول أنه أتى من وسط وثني إذ أنه ليس بعد متحول الى اليهودية بشكل كامل، مادام أنه لازال يقدس الآلهة المانوية على الأثر الجنائزي Le monument funéraire ، ومن ناحية أخرى فإن إختيار الإسم الذي خصّ به ابنه (أو ابنته) يشير الى رغبته دون شك في جعله يهودياًّ من الولادة.


الوثيقة التالثة  تستحضر شخصية تدعى "كيسليانوس" "Caecilianos"  الذي توفي عن سن 45 سنة ، 8 أشهر و 3  أيام ، والذي يظهر من خلال النقش أنه كان أباً لكنيس ، ومن خلال دراسة علم الكتابات القديمة  La paléographie و السياق الأثري ، فإن هذه الكتابة يمكن أن تعود الى القرن التالث الميلادي.


إن نقش "Caecilianos " يبدو أساسياً في تعريف هذه المجموعة من يهود وليلي حيث جاء عليه " هنا يرقد Caecilianos أب كنيس اليهود عن عمر 45 سنة، 8 أشهر و 3 أيام.


و قد تم  تقديم العديد من الفرضيات من أجل تفسير إستعمال إسم لاتيني، حيث أن Caecilianos على الأرجح كان إنساناً غربياًّ رومانيا  Occidental romanisé غير أن إستعمال اليونانية يترك السؤال مفتوحا حول أصل Caecilianos هل يجب أن ننظر إليه كغربي أو كإيطالي يوناني Un italien héllénisé .


بالنسبة ل " ليفسشيفتز" "B.Lifschiftz"  فإنه يظن أن Caecilianos  يمكن أن يكون قائد الطائفة اليهودية بوليلي، وبذلك فإن هذه الطائفة كانت تدير نفسها بنفسها وتسير ممتلكاتها،لها مكان للعبادة وكذا مقبرة خاصة بها،ولها إختصاصها الذي يستند لقانون موسى


 La loi mosaïque .


فهل كان يوجد كنيس يهودي في وليلي؟ ف " فريزولس" "E. Frézouls" يُرجع تواجد بناء كنسي في وليلي الى ما هو مكتوب على القبر "أب الكنيس" ،و منطقه يستند على فكرة أن الطائفة اليهودية لوليلي كانت كبيرة من أجل الإستفادة من مكان للعبادة خاص بهم،في حين أن كتّابا آخرين يرون أنه  لا يتعدى كونه لقباً تشريفياً لا أقل و لاأكثر.


تلاث وثائق أخرى مكتوبة بالعبرية ، شكلت مرجعاً لهذه الساكنة اليهودية ،هذه الآثار هي الأخرى ذات طبيعة جنائزية (139) Nature funéraire .


فواحد يذكر شخصا تحت إسم "جودا" أو "يهودا"(140) "Juda" ، والآخر يخص امراة تدعى "مطرونا ، ابنة الرابي يهودا "                  "Matrona ,  Fille du Rabbin Juda"، حيث جاء على النقيشة :"מטרונא בת רבי יהודה נח " ( مترونا بت الرابي يهودا نح) ، أي " مطرونا ،ابنة الرابي يهودا لها السكينة" (141) ، إذ يظهر أن إسم السيدة  هو إسم روماني مؤلوف في إفريقيا ، بينما إسم أبيها الذي هو "يهودا" هو إسم يهودي.(142)


و الملاحظ أن نقيشة مطرونا هي المذكورة بشكل كبير خاصة لدى الكتّاب اليهود. يقول "نحوم سلوش" :"فيما يخص موريطانيا الطنجية، فإن الأركيولوجين لم يفعلوا شيئا تقريبا، بينما البحوث التي تولاها " دو لا مرتنيير" (143) "M. De La Martinière"  كانت متوجة بنجاح مستحق تجلى في نقيشة عبرية خالصة وُجدت في وليلي تحمل النص الآتي:"מטרונא בת רבי יהודה נח" هذه النقيشة تصرح بوجود مستعمرة يهودية رومانية في هذه المدينة،فإسم مطرونا كان رومانيا، و كذلك تواجد عالم فلسطيني و كذا ابنته - ما دام لقب الرابي Rabbi ينطبق على علماء فلسطين- و ما هو مثير كذلك للإهتمام هو تواجد نقّاش الأضرحة  Graveur الذي يطبع العبرية بشكل صحيح....أيضا الكتابة تأكد لنا أنه قبل تقوية المسيحية كان اليهود و كذلك طوائف و كنائس و علماء فلسطينيين في المدن الرومانية في الأقاليم الغربية" (144).


يمكننا أن نلاحظ بجلاء إستخدام سلوش  لكلمة فلسطين مجدداً و ذلك في محاولة لتمرير أطروحته و للتأكيد على فكرته المتعلقة بكون أن المتهودين في أرض المغرب أصولهم فلسطينية أي أنه لا توجد عناصر دخيلة على اليهودية و بذلك فهو يدافع بقوة على فكرة نقاوة العرق اليهودي.


أما شمعون ليفي فقد أكد تواجد اليهود في العهد الروماني بالمغرب حيث ذكر شاهد قبر في وليلي و الذي وجده La Martinière - ولا شك أنه ذاك الخاص بمطرونا  ابنة الرابي يهودا -، لائحة سكان سالا(147) Sala و إشارات بالنسبة لطنجة دون أن يقدم أدلة على ذلك. (145)


و النقيشة الأخيرة لشخص يدعى "يوسف ابن الرابي" (146) "Youssef , fils de Rabbi ".


إن هذه الوثائق تعكس دينامية الطائفة و إستمراريتها و دوامها بعد أن أصبحت المدينة مهجورة من طرف الإدارة الرومانية في نهاية القرن التالث الميلادي.


وقد اعتبر "يي لو بوييك" " Y Le Bohec " أن وليلي هي المدينة الوحيدة في موريطانيا الطنجية التي كانت توجد بها طائفة يهودية .


وفي سالا Sala وجدت نقيشة تخص ضريح شخص ، و لكن الأمر هنا يتعلق بحالة معزولة (148) ، هذا الشخص يحمل إسم "أتينييوس بطوليمايوس" (149) " Atinius Ptolemaeus " .


كما تم العثور في وليلي على مصباحين على الأرجح كانا مخصصان للعبادة ،لقد تم تحدديدها  على أنها يهودية بسبب الشمعدان بسبعة أعمدة Chandelier à sept branches و التي تسمى "مينورا" "Menorah" بالعبرية ، التي تزينهم ،لكن سياقهم الأركيولوجي غير معروف.


المصباح الأول،عمله ممتاز،مجموع إرتفاعه يصل الى 11,4 سم و عرضه 15 سم و قطر الخزان الذي اختفى غطاؤه قياسه 6,1 سم.هذا المصباح من البرنز و مصنوع حسب تقنية الذوبان الأجوف La fonte en creux ،و الرمز العبراني لشمعدان بسبعة أعمدة  يزين تجويفه .إن جودة المعدن و تصنيع مثل هذا المصباح الذي يفترض أن ثمنه مرتفع،فإن واحداًمثله كاف في كنيس.


أما المصباح التاني فهو من عجين الطين الأحمر، به سبع أعمدة لشمعدان و تاج من أوراق مرئي على حافته ،قطر الخزان يصل الى 7 سم.فهنا تم استخدام الطين كمادة متواضعة مقارنة مع البرونز و بالتالي فإنها كانت قابلة للإستعمال من طرف فئة عريضة ، وبذلك فإن هذا المصباح كان يمكن الإحتفاظ به للإستعمال الخاص.


إن مثل هذين المصباحين يمكن إيجادها في مقبرة كبيرة  Nécropole كذلك في الكنيس، فاليهود مثل الوثنيين يعتبرون أن المصباح الموضوع عند الدفن يرمز الى الضوء اللازم من أجل الإستمرار بعد الوفاة.


خلاصات


من خلال معطيات هذا الفصل يمكننا أن نخرج بالخلاصات التالية :


1 - غياب تام لأدلة أثرية حول التواجد اليهودي بالمغرب القديم قبل الفترة الرومانية.


2 - العثور على ست نقائش ذات طابع جنائزي و مصباحين مخصصين للعبادة بمدينة وليلي ، و كذا العثور على نقيشة قبر بمدينة سالا ، وكل هذه النقائش تعود للفترة الرومانية بالمغرب.


3 - ظهور إشكالية التهويد بوضوح من خلال النقائش الأثرية المعتور عليها.


خاتمة:


وفي الختام لابد من التأكيد على أن الكتاب اليهود يُقدّرون تاريخ يهود المغرب بحوالي ألفي سنة حيث يظنون أن ظهورهم ببلاد المغرب كان مواكباً للمد التجاري الفينيقي بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط .


وقد تمكن هؤلاء اليهود المهاجرون من الإندماج مع السكان المحليين حيث تأثروا بهم و أثروا فيهم ،فكانت لهم بصمة خاصة في كثير من القضايا السياسية، الإقتصادية،الإجتماعية، التاريخية،التقافية و العمرانية عبر تاريخ المغرب.


وتبقى إشكالية تهويد بعض القبائل الأمازيغية أو جزء منها أوبعض أفرادها أبرز إشكاليات تاريخ يهود المغرب التي لازال يشتغل عليها  بعض المؤرخين رغم ندرة الوثائق.


(1) شمعون ليفي،"كرسي الإعتراف:شمعون ليفي مدير المتحف اليهودي المغربي"، حاوره عبد الإله سخير،جريدة المساء،العدد 466، الأربعاء 19 مارس 2008.


(2)عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص53.


(3) بعد وفاة الملك سليمان بدأت عوامل الضعف تدب في المملكة اليهودية فشكلت قبائل الشمال مملكة مستقلة سميت إسرائيل ،بينما سميت مملكة الجنوب يهودا.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 586.


(4) حاييم الزعفراني،"يهود المغرب و الأندلس" ترجمة أحمد شحلان،ج1،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،2000،ص25 .


(6) أستاذ فخري بجامعة باريس، كان مسيراً لشعبة اللغة العبرية و الحضارة العبرية،و كذلك مجموعتي بحث في الجامعة و في المركز الوطني للبحث العلمي CNRS ، له أكثر من تلاثين مؤلفاً و العديد من المقالات حول الفكر،الآداب و اللغات اليهودية في الغرب الإسلامي.


(7) شعب سامي يُنسبه كتاب العهد القديم الى عابر حد حفاد سام بن نوح،أطلقت التسمية على ذرية ابراهيم بصفة خاصة،يعرف العبرانيون كذلك بإسم بني اسرائيل،نسبة الى اسرائيل اي يعقوب الدي ترأس أبناءه قبائل أو أسباط إسرائيل الإثنى عشر،و يطلق على العبرانيين كذلك غسم اليهود و ذلك نسبة الى اليهودية او الى أرض  يهود،منشأ العبرانيين لايزال موضوع جدال و يكتنفه بعض الغمض. و يرى بعض المؤرخين أن كلمة عبري مشتقة لغويا من جذر عَبَر، و يكون العبرانيون بالتالي شعبا عبر حداً معينا قد يكون جبلا او نهراً و غن صح هذا الرأي فغن الحاجز الذي جرى عبوره لايمكن تحديده و يحتمل ان يكون نهر الفرات أو نهر الأردن او أي نهر او جبل او حاجز طبيعي في المنطقة السامية.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص.ص582 -583.


(8) تاني ملوك العبرانيين، ابن يسى أحد الملاّكين في بيت لحم ،احرز نجاحات عسكرية بدأت بقتل جالوت.وقد قام داوود بفتح أورشليم التي كانت بيد اليبوسيّين و جعل من هذه المدينة عاصمته السياسية و نقل إليها تابوت العهد.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 395.


(9) حاييم الزعفراني،"يهود المغرب و الأندلس" ترجمة أحمد شحلان،ج1،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،2000،ص.ص 25-26.


(10) إسمه بالعبرية شلومو ،ملك إسرائيل ،ابن داوود و بتشابع،تزوج ابنة فرعون و تحالف مع حيرام الاول ملك صور و سعى الى جعل مملكته قوية،في بنى سلسلة من القلاع تأمّن معها أمن الخارجي و سلامة القوافل التجارية، اشتهر سليمان بالحكمة حيث دعي أنه سليمان الحكيم.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 487.


(11) في القرن التالث عشر قبل الميلاد ،انقسم اليهود الى مجموعتين من القبائل هما الإسرائليون و اليهود،و يرى بعض المؤرخين ان كلمة إسرائيل تعود الى يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم الذي لقب بإسرائيل.بينما يرى مؤرخون آخرون ان كلمة إسرائيل هي كلمة عبرية معناها " شعب الله".أما كلمة يهود فتعود الى يهوذا احد أبناء يعقوب.


نعيم فرح،"موجز تاريخ الشرق الأدنى القديم السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي و الثقافي"،القسم التاني،دار الفكر،دمشق،1972،ص 22.


(12) مدينة فينيقية جرى تأسيسها في الألف التالث قبل الميلاد فوق جزيرة صغيرة قريبة من الشاطئ ، أصبحت صور مركز تجميع و تصريف الأخشاب المقتطعة من جبال لبنان و السلع الواردة من دمشق او البحر الاحمر بهدف تصديرها الى الغرب ولم تلبث أن تراست الإنتشار الفينيقي في حوض البحر الأبيض المتوسط في إتجاه صقلية و إسبانية و إفريقية.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص .ص552 - 553.


(13) ملك صور ابن أبي بعل و خليفته ، قدم للملك سليمان ما يحتاجه من مواد و عمّال لبناء هيكل أورشليم و نظم معه رحلات تجارية في البحر الأحمر و البحر الأبيض المتوسط.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 377.


(14) أحد أسفار كتاب العهد القديم.تحتوي النسخة السبعينية و الترجمة اللاتينية للكتاب المقدس على أربعة أسفار تحمل هذا الإسم مرقمة من واحد الى اربعة .بينما تقتصر النسخة اليهودية  على سفرين بهذا الإسم،في حين أطلق على السفرين الآخرين  إسم صموائيل الأول و صموائيل التاني،يبحث سفرا صموائيل في تاريخ القاضي صموائيل و الملكين شاؤول و داوود.ويتابع سفرا الملوك الاحداث منذ وفاة داوود وحتى دمار هيكل اورشليم،كاتب هذه الاسفار يُرجح أنه النبي أرميا.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 711.


(15) نسبة الى مدينة صيدون الفينيقية المتواجدة على شاطئ البحر المتوسط،بنيت هذه المدينة على رأس بري وجزيرة قريبة منه،ولها مرفأن،كانت صيدون في الألف التاني قبل الميلاد المدينة الرئيسية في فينيقية الجنوبية وذلك حتى اجتياح شعوب البحر للمنطقة (نحو 1200 ق.م) و إستيلاء الفلسطينيين عليها فحلت صور مكانها في الهيمنة.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 557.


(16) مدينة ادومية تقع في عمق خليج إيلات المعروف اليوم بخليج العقبة ،و الإسم الحالي لهذه المدينة هو تل الخليفي.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 613.


(17) محمد بيومي مهران،"المدن الفينيقية - تاريخ لبنان القديم -،دار النهضة العربية،بيروت،1994،ص.ص 238 - 239.


(18) مرفأ على البحر الاحمر شمال خليج العقبة،يرقى الى العصر الروماني ،اسمحه الحالي إيلات و هو مجاور لعصيون جابر.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 183.


(19) منطقة في الجنوب من البحر الميت.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 56.


(20) شعب سامي استقر في بلاد كنعان حول القرن 28 ق.م،استقر الفينيقيون على الساحل الممتد من جبل الكرمل الى اوغاريت و قد أنشأوا العديد من المرافئ امثال طرابلس و جبيل(بيبلوس) و بيروت و صيدا و صور و عكا، و قد حصروا نشاطاتهم في المجال البحري فبحثوا عن أسواق جديدة في الغرب فانشأوا قواعد لهم في مالطة و سردينيا و إسبانيا و شمال إفريقية.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص.ص 657 - 661.


(21) مدينة في إفريقيا الشمالية أسسها الفينيقيون سنة 814 ق.م في موقع غير بعيد عن تونس العاصمة الحالية.و قد أطلق المستوطنون على المدينة إسم "قرت حدشت" و معناها القرية الحديثة.وتنسب الأسطورة نأسيس هذه المدينة الى "إليسا" وهي أخت "بيجماليون" ملك صور التي هاجرت الى الشاطئ الإفريقي هرباً من إنتقام أخيها و اصطحبت معها جماعات من صور و قبرص.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 675.


(22)إسم يطلقه اليهود على لأسفار الخمسة الأولى و هي التكوين،الخروج،اللاويون،العدد و التثنية ،و تتعلق هذه الأسفار بتاريخ العبرانيين منذ الخليقة و التي تتضمن شريعة موسى ويستعمل كذلك لفظ الناموس إسماً مرادفاً للتوراة.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 286 و ص 626.


(23) تقع بلاد آشور في القسم الشمالي من بلاد ما بين النهرين ممتدة على كامل حوض الموصل شمالا و حتى الحدود الإيرانية شرقا ،مدنها الرئيسية آشور و كالاح و نينوي.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 91.


(24) محمد بيومي مهران،"المدن الفينيقية - تاريخ لبنان القديم -"،دار النهضة العربية،بيروت،1994،ص 275.


(26) مدينة كنعانية تقع على هضبة شمال شرق شكيم ( نابلس)، كانت عاصمة لمملكة إسرائيل إسمها العبري شوميرون و معناه مكان المراقبة.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 454.


(27) نسبة الى كلديا وهي تسمية قديمة لقسم من سومر في بلاد ما بين النهرين السفلى ،أطلقت من تم على كامل بلاد بابل . و بذلك فإن الكلدانيون هم البابليون الجدد.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 720.


(28) ينتمي الى السلالة البابلية الرابعة،دام حكمه 43 سنة (من 605 الى 562 ق.م )، و هو أشهر ملوك الدولة الكلدانية و قد خلف أباه نبوفا لصر و كلمة نبوخد نصر (بختنصر) أصلها آشوري مكونة من تلاث مقاطع معناها " الإله نبوه يحرس الحدود " .


مصطفى كمال عبد العليم،سيد فرج راشد،"اليهود في العالم القديم"،ط1،دار القلم،دمشق،1995،ص 164.


(29) نعيم فرح،"موجز تاريخ الشرق الأدنى القديم السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي و الثقافي"،القسم التاني،دار الفكر،دمشق،1972،ص 27.


(30) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص7.


(35) منطقة في الجزء الشرقي من ليبيا و قد أطلق الإسم للمرة الاولى عام 644 م نسبة لعاصمة الإقليم آنذاك "باركا" "Barca". و قد كان الإقليم يسمى "كير ينايكي" لدى البيزنطيين.و قد طلق الرومان على هذا الإقليم إسم " سير ينيكا" "Cyrenaica".


مجهول ،"برقة"،ويكيبيديا الموسوعة لحرة،28 مايو 2012،برقة/ar.wikipedia.org/wiki


(37) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص56.


(38) أو قورش التاني الكبير ، ملك الفرس(558 -528 ق.م) و ملك بابل( 539 -527 ق.م) مؤسس السلالة الفارسية الأخمينية .ابن قمبيز الأول .بعد أن استت له لأمر في الداخل توجه قورش صوب الشرق فحول مجرى الفرات وهاجم بابل و قتل"بيل شار أوتسور" و أسر الملك نابونيد.دخل قورش الى بابل عام 539 ق.م و أعاد الآلهة المهجرة إليها و أعاد الى اليهود المسبيين فيها الآنية الذهبية التي سبق أن استقدمت من هيكل اورشليم وسمح لليهود بالعودة الى فلسطين في السنة الأولى من حصوله على لقب ملك بابل.امتدت مبراطورية قورش التاني الكبير من البحر الأبيض المتوسط الى الخليج العربي يعرف هذا الملك كذلك بإسمه الإغريقي سيروس.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 695.


(39) مملكة في آسيا الغربية ، يجري فيها نهرا دجلة و الفرات اللذان جعلا منها أخصب البلدان المنتجة للحبوب و التمور،كانت عاصمتها بابل و مدنها الرئيسية  سلوقية و طيسفون، من المرجح أن الأكاديين هم الذين أسسوا مدينة بابل.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص .ص 191 - 203.


(40) نعيم فرح،"موجز تاريخ الشرق الأدنى القديم السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي و الثقافي"،القسم التاني،دار الفكر،دمشق،1972،ص.ص 27 - 28.


(41) أول ملوك الفراعنة البطالمة ومؤسس الأسرة البطلمية بالإسكندرية، كان له دور كبير في تقدم وازدهار مصر فهو أول من جعل المصريين يتعاملون بالعملة المعدنية بدلا من المقايضة وسمي بالمنقذ تكريما له من اهل جزيرة رودس حيث انقذهم من حصار الأعداء لهم.


مجهول،"بطليموس الأول"،ويكيبيديا الوسوعة الحرة،12 يونيو 2012 ،بطليموس_الأول/ ar.wikipedia.org/wiki


(43) أو تراجانوس ، اسمه الكامل مرقص أولبيوس تراجانوس،امبراطر روماني(98 - 117 م) أوكل الى كورنيليوس بالمامهمة فتحمملكة الأنباط عام 105 م وجعل منها إيالة رومانية وحصن حدودها وفي العام 117 م قامت تورة يهودية كبيرة تجاوبت معها الجاليات اليهودية في بلاد ما بين النهرين أدت الى انتفاضة سائلر سكان المنطقة.وقد ردع تراجانوس هذه التورة بشدة و لكنه مني بإنهزامات في المنطقة الواقعة ما وراء الفرات.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 272.


(44) الامبراطور جستينيان الأول (فلافبوس بتروس ساباتيوس يوستيانوس) (483 - 565) كان إمبراطوراً رومانياً شرقياً (بيزنطياً) حكم منذ أغسطس عام 527 م حتى وفاته في نوفمبر 565م.


مجهول،"جستينيان الأول"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة، 12 يونيو 2012 ،جستينيان_الأول/ar.wikipedia.org/wiki


(45) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص.ص 54 - 58.


(46) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص31 .


(47) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 57.


(48) هو ولي الدين أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن جابر بن محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن خالد (خلدون) الحضرمي... المعروف أكثر باسم ابن خلدون ،ولد في يوم الأربعاء 1 رمضان 732 هـ الموافق 27 مايو 1332 وتوفي في الجمعة 28 رمضان 808 هـ الموافق 19 مارس 1406 ،كان فلكيا، اقتصاديا، مؤرخا، فقيها، عالم رياضيات، استراتيجيا عسكريا، فيلسوفا ورجل دولة، يعتبر مؤسس علم الاجتماع. ولد في إفريقية في ما يعرف الآن بتونس عهد الحفصيين.من أهم مؤلفاته كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر.


مجهول،"ابن خلدون"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،21 يونيو 2012،ابن_خلدون/ar.wikipedia.org/wiki


(49) قبيلة كانت مضاربها بالقرب من مدينة فاس بنواحي صفرو.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص67.


(50) ضربت بطون هذه القبيلة بنواحي تلمسان مابين جبل راشد و الجبل المعروف بهم جنوبي وجدة ،و نازعتهم زناتة على الضواحي من مواطنهم،فانزاحت مديونة الى المنطقة المحصورة ما بين وجدة و صفرو.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص66.


(51) أو البهاليل و هي منطقة صغيرة على منحدر الأطلس المواجه لفاس.


الحسن بن محمد الوزان الفاسي،"وصف إفريقيا"،ترجمة محمد حجي و محمد الأخضر،ج1،ط2،دار الغرب الإسلامي،لبنان،1983،ص 363.


(52) بطونهم في بلاد تازا.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص67.


(53) فخد من زناتة ، اتخدوا من جبال فازاز التي تقع بين سلا و نهر سبو مستقراً لهم.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص67.


(54) هو ادريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن علي بن ابي طالب ،فر من موقعة فخ التي شهدتها ضواحي مكة سنة 169 ه و التي خاضها العباسيون ضد العلويين و أشياعهم فلم يلبث ادريس أن حلّ بالمغرب الأقصى حيث نزل بوليلي عند اسحاق بن محمد بن عبد الحميد رئيس أوربة الذي رحب به و قبل دعوته و هكذا تمت بيعته سنة 172 ه و تواردت أخباره على الرشيد فأرس إليه من حاشيته رجلا يدعى سليمان بن جرير الشماخ الذي قدم اليه سماًّ في صورة عطر، و كانت وفاته سنة 177 ه.


ابراهيم حركات،"المغرب عبر التاريخ"،ج 1،دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء،2009،ص97.


(56) أصبح أميرا على الدولة المرابطية بالمغرب بصفة رسمية منذ ان تنازل له أبو بكر بن عمر اللمثوني عن الإمارة سنة 453 ه و هو ممن تقبلوا دعوة عبد الله بن ياسين عن طواعية و اخلاص،تمكن من بناء مدينة مراكش سنة 454 ه ليتخذها عاصمة لمملكته،اشتهر بمعركة الزلاقة التي واجه فيها جيوش النصارى بالأندلس سنة 479 ه، توفي سنة 500 ه و دفن بمراكش.


ابراهيم حركات،"المغرب عبر التاريخ"،ج 1،دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء،2009،ص.ص 161 -165.


(57) كانت أربعون سنة من غستقرار العرب في الشمال الإفريقي منذ قدوم عقبة كافية لجعل كثير من الأمازيغ يعتنقون الإسلام عن عقيدة و اقتناع.و كان من بين هؤلاء المؤمنين طارق بن زياد الذي بفضله تم اقرار الإسلام بالأندلس و قد ختلف المؤرخون في نسبه حتى أن بعضهم عدوه فارسياً على أن أغلبيتهم عدوه أمازيغيا، و المهم انه لعب دوراً رئيسيا في فتح الأندلس.


ابراهيم حركات،"المغرب عبر التاريخ"،ج 1،دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء،2009،ص89.


(58) جذبت منطقة المغرب الأقصى بأقاليمها المتنوعة عدداً من اليهود خلال العصور المختلفة من خلال تيار الهجرة القادم من الشرق، و هبط إليها النازحون من بلاد الأندس هرباً من اضطهاد القوط خلال القرنين السادس و السابع الميلاديين، فعندما اعتنق الملك القوطي "ريكارد الأول" "Reccared 1 " المذهب الكاتوليكي سنة 589 م،عُدّ اليهود من الهراطقة و من تم شملهم الإضطهاد.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص.ص57 -58.


(59) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 48.


(60) ترك إدري الأول الذي دفن بزرهون جنينا في بطن أمه كنزة و لم تلبت أن وضعت ولداً،فسمي باسم والده،حتى إذا كانت سنة 188 ه تمت مبايعته و هو بعد في مطلع العقد التاني من عمره،بنى مدينة فاس و جعلها عاصمة لملكه و كانت وفاته سنه 213 ه بعد أن امتد حكمه من السوس الأقصى الى واد شلف.


ابراهيم حركات،"المغرب عبر التاريخ"،ج 1،دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء،2009،ص.ص 98 - 99.


(61) هو ابن أبي زرعأبو الحسن علي الفاسي توفي سنة 726ه/1326 م ،مؤرخ مغربي له كتاب "روض القرطاس في أخبار ملوك الغرب و تاريخ مدينة فاس".


مجهول،"ابن أبي زرع"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،4 يونيو 2012 ،ابن_أبي_زرع/ar.wikipedia.org/wiki


(62) هم من زناتة،قطنوا مدينة فاس قبل تأسيسها.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص67.


(63) تعتلي قبيلة جراوة القمة عند الكتّاب اليهود بما نسجوا حولها من أساطير و غالوا في شططهمقالوا أن الكاهنة زعيمة القبيلة ملكة اليهودية في جبال الأوراس ، ذات أصول فلسطينية،وسار على دربهم بعض المؤرخين العرب المحدثين،و المؤكدين أن هذه القبيلة أمازيغية الأصل ،تعود بأصلها الى قبيلة زناتة ضربت بطونها في منطقة جبال الأوراس بإفريقية.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 64.


(65) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 61.


(66) مستشرق عبراني من أصل روسي،عالم آثار و مؤرخ ،مشهور بأطروحته "نهضة الأدب العبري"                                                     "La renaissance de la littérature hebraique " التي نشرت لأول مرة في فرنسا سنة 1902.من سنة 1906 الى 1912 جال شمال إفريقيا من أجل دراسة أصول و تاريخ الطوائف اليهودية حيث تم إرساله من طرف " البعثة العلمية للمغرب" " La mission scientifique du maroc" .


مجهول،" Nahum Slouschz"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،15 يناير 2012،http://fr.wikipedia.org/wiki/Nahum_Slouschz


(68) ولد سنة 1934 بفاس، وتوفي في 2 ديسمبر 2011 بالرباط هو كاتب وسياسي يهودي مغربي مهتم بالتاريخ اليهودي في المغرب. كان هو الكاتب العام للطائفة اليهودية بالدار البيضاء وقيادي في حزب التقدم والاشتراكية، يتحدث بالإضافة إلى اللغة العربية، اللغات الفرنسية، الإسبانية والبرتغالية. شغل منصب الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودي المغربي بالدار البيضاء. التحق سنة 1954 بصفوف الحركة الوطنية لمقاومة الاستعمار وهو ما زال لم يبلغ بعد 20 سنة من العمر، واحد من الذين كانت لهم إمكانية الحصول على الجنسية الفرنسية بموجب أحد القوانين الاستعمارية الفرنسية التي أعطت بموجبها الجنسية الفرنسية لكل يهود المغرب العربي. غير أنه فضل أن يعيش بدون أوراق وبدون جنسية أكثر من 24 عاما إلى أن صدر قانون الجنسية المغربية في نهاية 1958.


مجهول،" شمعون ليفي"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،5 دجنبر 2011،شمعون_ليفي/ar.wikipedia.org/wiki


(70) حاييم الزعفراني،"يهود المغرب و الأندلس" ترجمة أحمد شحلان،ج1،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،2000،ص26.


(71) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 61.


(72) مؤرخ و عالم آثار فرنسي (1859 - 1941).


مجهول،"Société des antiquaires de France" ،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،10 يونيو 2012 ، fr.wikipedia.org/wiki/Société_des_antiquaires_de_France


(73) هم يهود الشتات و هو مصطلح كان يطلق على اليهود الذين يقيمون وسط الوثنيين خارج مملكة يهودا في العصر الهيلينستي.


مصطفى كمال عبد العليم،" اليهود في مصر في عصر البطالمة و الرومان"، ط1،مكتبة القاهرة الحديتة،مصر،1968،ص 28.


(77) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 51.


(79) حاييم الزعفراني،"يهود المغرب و الأندلس" ترجمة أحمد شحلان،ج1،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،2000،ص28.


(80) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 9 و ص 55 .


(82) يتكون من جزئين هما:المشنا و الجمارا، و هو يعد مصدراً أساسيا من مصادر التشريع اليهودي و يعرف بالشريعة الشفوية الى جانب التوراة التي تعرف بالشريعة المكتوبة،و موضوع الدراسة في التلمود هي المشنا بأجزائها الستة،وهو كتاب  تشريعي ضخم يضم جميع الاحكام  و التشريعات التي جمعها حكام اليهود في خلال قرنين من الزمان و يسمى كل جزء من أجزاء المشنا الستة ب"سفر" أي قسم و كل قسم الى "مختوت" اي أبواب ،و كل باب الى" براقيم" أي فصول ويضم كل فصل عدة "مشنايوت" أي تشريعات،ويتكون التلود من المشنا و هي المتن يعقبه الجمارا وهي الشرح،وكتبت المشنا بالعبرية بالعبرية اما الجمارا فكتبت باللغة الآرامية.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 19.


(83) عطا علي محمد شحاته ريّه،"اليهود في بلاد المغرب الأقصى في عهد المرينيين و الوطاسيين"،ط1،دار الكلمة للطباعة و النشر و التوزيع،دمشق،1999،ص 131.


(85) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص.ص 85- 90.


(86) بعد أن تولى نبوخذنصر الحكم أراد أن يوطد مركزه في فلسطين، فهزم نخاو التاني فرعون مصر في موقعة قرقميش عام 604 -603 ق.م ،و أخد يهوياقيم لسيطرته،لكن سرعان ما تمرد (يهوياقيم) عليه مما إضطر بختنصر الى ارسال قوات مشتركة من الآدوميين و الموآبيين و العمونيين الخاضعين لسيطرة بابل بالإضافة الى حاميته في سورية،و قبل وصولها توفي يهوياقيم و خلفه ابنه "يهوياكين" الذي استسلم للملك البابلي بعد تلاتة اشهر من توليته الحكم و اخد أسيراً الى بابل.و كان يهوياكين قد أعلن في مارس 597 ق.م استسلام القدس(أورشليم) و انقدها بذلك من الدمار.و أعقب ذلك استيلاء نبو خذ نصر على خزائن أورشليم و تدميره أواني الذهب التي صنعها سليمان للهيكل، و سبيه معظم القادة و الحرفيين و تركه عامة الشعب وهذا ما عرف بالسبي البابلي.


مصطفى كمال عبد العليم،سيد فرج راشد،"اليهود في العالم القديم"،ط1،دار القلم،دمشق،1995،ص.ص 164 - 165.


(88) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 97.


(89) إقليم أمازيغي قديم،امتدت بين وادي أبي رقراق ووادي أم الربيع. اي منطقة الشاوية سطات حاليا وزعير.وهي الموطن الأصلي للبرغواطيين.


مجهول،"تامسنا"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،9يونيو 2012،تامسناar.wikipedia.org/wiki


(90) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 86.


(91) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 99.


(107) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 157.


(108) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص.ص 8 - 9.


(110) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 117.


(112) أول أسفار موسى الخمسة ، تحتوي الإصحاحات الأحد عشر الأولى على قصة ولادة الكون و البشرية و الخطيئة الأصلية و نتائجها و توالد السلالات التي وصلت الى إبراهيم الخليل .يستمد هذا القسم جزءاً من مضمونه من الأعراف السابقة لكتابته،المنبثقة عن العهود الوثنية.أما الإصحاحات من التاني عشر الى الخمسين،فتروي قصة الآباء:إبراهيم و إسحاق و يعقوب وأبنائه وتنتمي بذهاب العبرانيين الى مصر.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 277.


(113) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 124.


(116) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 121.


(93) بالعبرية: הַהֲלָכָה "السير" أو "المذهب"و هالوخ باللفظة الأشكنازية أي الشريعة اليهودية و هي مجمع القوانين، التقاليد والإرشادات الدينية الموجب عليها لمن يتمسك بالديانة اليهودية. و تشمل 613 وصية, و تعاليم التلمود و التعاليم الحاخامية التي تعرف بالميتزفا (بالعبرية:מִצְוָה) عندما يحتدم النقاش بين رجال دين يهود حول أي مسألة شرعية , و يسمى النقاش بالنقاش الهالاخي في الأوساط اليهودية, و المحصلة النهائية تسمى فتوى.


مجهول،"هالاخاه"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،2 يونيو 2012،هالاخاه/ar.wikipedia.org/wiki


(94) عطا علي محمد شحاته ريّه،"اليهود في بلاد المغرب الأقصى في عهد المرينيين و الوطاسيين"،ط1،دار الكلمة للطباعة و النشر و التوزيع،دمشق،1999،ص 84.


(97) في إشارة الى الفلسطينيين الذين يُقال أن "يُوآب بن صرويا " " Joab Ben Seruya" قائدجيش الملك داوود كان تعقبهم الى مكان غير محددفي أرض شمال إفريقيا.


(99) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص.ص 59 - 60.


(101) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 60.


(106) حاييم الزعفراني،"يهود المغرب و الأندلس" ترجمة أحمد شحلان،ج1،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،2000،ص.ص 26 - 27.


(120) عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001،ص 135.


(122) كانت سيطرة قرطاج تتعزز تدريجياً على ساحل إفريقيا الشمالية و جزر البحر الأبيض المتوسط الغربية.و كانت لغة قرطاجة أو اللغة البونية تزداد تميزاً عن اللغة الأم بإزدياد توسع قرطاجة،و إن الإبتعاد عن اللغة الأم قد ظهر في المزيج الليبي القرطاجي الذي تشكل خارج المدينة حيث ظهر التأثير البربري.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 681.


(125) لغة سامية شرقية-أوسطية، انطلقت مع قيام الحضارة الآرامية في وسط سورية وكانت لغة رسمية في بعض الدول العالم القديم ولغة الحياة في الهلال الخصيب، كما تعد لغة مقدسة. تعود بدايات كتابتها للقرن العاشر قبل الميلاد إلا أنها أصبحت اللغة المسيطرة في الهلال الخصيب بدأ من القرن الخامس قبل الميلاد بعد هزيمة المملكة الأشورية، وقد كتب بها سفري دانيال وعزرا، ومخطوطات البحر الميت، وهي اللغة الرئيسية في التلمود. من المؤكد أن الآرامية هي لغة يسوع المسيح، وبها تأثرت اللغة الفارسية والعبرية واليونانية واللاتينية.


مجهول،"لغة آرامية"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،22 أبريل 2012،لغة_آرامية/ar.wikipedia.org/wiki


(131) إله العبرانيين.


 هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 929.


(132) تعني باللاتينية الآلهة الخيرة ،و هي آلهة وتنية ،و قد كانت الإهداءات على القبور الرومانية تبدأ بإهداء لهذه الآلهة.


مجهول،"mânes "،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،13 فبراي 2012،http://fr.wikipedia.org/wiki/Mânes


(134) ازداد بباريس في يوم 13 يناير 1905 ،بعد إجتيازه للإجازة في الآداب التقليدية في كلية برين تقلد منصب سكرتير تشريعي في غرفة النواب ، و في سنة 1931 دخل الى سلك التعليم الثانوي و تقريبا فإن كل حياته المهنة مرت بالمغرب.كان مدرساً  بثانوية وجدة ما بين 1931 و 1957 ،  ما عدا سنة واحدة  قضاها بثانوية كورو Gouraud في الرباط (1946 -1947 ) ،بعد ذلك أصبح رقيباً في ثانوية وجدة ما بين 1957 و 1959 بعد ذلك ذهب للعمل في مصلحة التحف في المغرب مابين 1959 و 1964 بصفة مفتش،توفي سنة 1976.


(135) هو إله الزراعة والحصاد عند الرومان.


مجهول،"زحل"،ويكيبيديا الموسوعة الحرة،17 يونيو 2012،زحل/ar.wikipedia.org/wiki


(138) ولد سنة 1925 و توفي سنة 1995 ،مؤرخ و أركيولوجي، اهتم بالكتابة في تاريخ روما و إمبراطوريتها.


(147) شلّة أو شالّة ،منطقة على الأطلسي ،في مدينة الرباط، أسسها الفينيقيون وأقاموا فيها مركزاً تجارياً عاماً،استولى الرومان على الشلّة و أطلقوا عليها إسم سالا و جعلوها مستعمرة لهم.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991،ص 534.


قائمة المصادر و المراجع


ابراهيم حركات،"المغرب عبر التاريخ"،ج 1،دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء،2009.


الحسن بن محمد الوزان الفاسي،"وصف إفريقيا"،ترجمة محمد حجي و محمد الأخضر،ج1،ط2،دار الغرب الإسلامي،لبنان،1983.


حاييم الزعفراني،"يهود المغرب و الأندلس" ترجمة أحمد شحلان،ج1،مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء،2000.


 شمعون ليفي،"كرسي الإعتراف:شمعون ليفي مدير المتحف اليهودي المغربي"، حاوره عبد الإله سخير،جريدة المساء،العدد 466، الأربعاء 19 مارس 2008.


عبد الرحمن بشير،"اليهود في المغرب العربي"،ط1،عين للدراسات و البحوث الإنسانية  و الإجتماعية،الهرم،2001 .


عطا علي محمد شحاته ريّه،"اليهود في بلاد المغرب الأقصى في عهد المرينيين و الوطاسيين"،ط1،دار الكلمة للطباعة و النشر و التوزيع،دمشق،1999.


محمد بيومي مهران،"المدن الفينيقية - تاريخ لبنان القديم -،دار النهضة العربية،بيروت،1994.


مجهول،ويكيبيدياالموسوعة الحرة،2012،www.wikipedia.org


مصطفى كمال عبد العليم،" اليهود في مصر في عصر البطالمة و الرومان"، ط1،مكتبة القاهرة الحديتة،مصر،1968.


مصطفى كمال عبد العليم،سيد فرج راشد،"اليهود في العالم القديم"،ط1،دار القلم،دمشق،1995.


نعيم فرح،"موجز تاريخ الشرق الأدنى القديم السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي و الثقافي"،القسم التاني،دار الفكر،دمشق،1972.


هنري س. عبّودي ،"معجم الحضارات السامية"،ط2،جروس بُرس،طرابلس،لبنان،1991.



(1) محمد بيومي مهران،"المغرب القديم"،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية،1990،ص 3.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق